Share
  • Link copied

لـهـذه الأسـبـاب.. الـمـغـرب يـقـرر إلـغـاء اقـتـنـاء 24 طـائـرة مـقـاتـلـة مـن نـوع “رافـال” مـن شـركة “داسـو” الـفرنسيـة

في تطور مفاجئ، انهارت المفاوضات بين المغرب وفرنسا حول صفقة اقتناء طائرات مقاتلة من نوع “رافال”، التي كانت تُعتبر واحدة من أكبر الصفقات العسكرية في المنطقة، بحسب ما ذكرته صحيفة “ليكسبريس” في تقرير حديث.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن هذا الانهيار أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراءه وتداعياته على العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى التوازن العسكري في شمال إفريقيا.

وكان المغرب يسعى إلى تعزيز قدراته الدفاعية عبر اقتناء 24 طائرة مقاتلة من نوع “رافال” من شركة “داسو” الفرنسية، بتكلفة تقدر بمليارات الدولارات، وتعتبر هذه الطائرات من بين الأكثر تطورًا في العالم، حيث تتمتع بقدرات متقدمة في مجالات المراقبة والهجوم الجوي.

وقد بدأت المفاوضات بين الجانبين منذ عدة أشهر، وسط توقعات بإبرام الصفقة في وقت قريب. إلا أن الخلافات حول عدة نقاط، بما في ذلك السعر وشروط الصيانة ونقل التكنولوجيا، أدت إلى تعثر المحادثات وفي النهاية إلى انهيارها.

وقدمت شركة “داسو” الفرنسية عرضًا بقيمة 2 مليار يورو لبيع 18 طائرة رافال، لكن الحكومة الفرنسية عدلت العرض لاحقًا لتشمل معدات إضافية وضمانات تشغيلية، مما رفع السعر إلى 2.6 مليار يورو.

ومع ذلك، فشلت فرنسا في تقديم ضمانات ائتمانية من خلال شركة “كوفاس” (Coface)، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2007.

وفي المقابل، قدمت الولايات المتحدة عرضًا مغريًا لبيع 24 طائرة من نوع “إف-16” بسعر 1.6 مليار يورو، وهو ما اعتبره المغرب أكثر جاذبية من الناحية المالية.

بالإضافة إلى ذلك، عززت واشنطن دعمها السياسي للمغرب، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء، مما أدى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين.

ووفقًا لمصادر مقربة من الملف، فإن الخلافات الرئيسية التي أدت إلى انهيار المفاوضات تشمل: التكلفة العالية، وشروط الصيانة، ثم نقل التكنولوجيا، حيث كان المغرب يأمل في الحصول على جزء من التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع الطائرات، لكن فرنسا لم تبدِ استعدادًا كافيًا لتلبية هذا الطلب.

ويعتبر انهيار المفاوضات ضربة للعلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، التي كانت تعتمد على تعاون عسكري واقتصادي قوي. كما أن هذا التطور قد يدفع المغرب إلى البحث عن بدائل أخرى في السوق الدولية، مثل الطائرات الأمريكية من نوع “إف-16” أو حتى الطائرات الروسية من نوع “سو-35”.

ومن ناحية أخرى، قد يؤثر هذا الانهيار على التوازن العسكري في المنطقة، خاصة في ظل التنافس بين المغرب والجزائر، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز قدراتهما الدفاعية.

ولم تصدر تصريحات رسمية من الجانب المغربي أو الفرنسي حول أسباب انهيار المفاوضات، لكن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن كلا الطرفين يعملان على احتواء الأزمة والحفاظ على العلاقات الثنائية.

ويعد انهيار مفاوضات صفقة طائرات الرافال حدثًا بارزًا في المشهد العسكري والسياسي في شمال إفريقيا. ورغم أن هذا التطور قد يُعتبر نكسة للتعاون العسكري بين المغرب وفرنسا، إلا أنه قد يفتح الباب أمام فرص جديدة للمغرب لتوسيع شراكاته الدفاعية مع دول أخرى.

Share
  • Link copied
المقال التالي