عبر الحزب الشعبي الإسباني عن خيبة أمله في ما قدمه وزير الخارجية الإسباني “خوسيه مانويول ألباريس” منذ توليه حقيبتها، خاصة في ما يرتبط بسعي مدريد الدؤوب لحل أزمتها مع الرباط.
ووفقا لما أوردته وكالة “أوروبا بريس” الإسبانية، فإن متحدثة الحزب الرسمية، “ماريا فالنتينا مارتينيز”، قد أشارت إلى أن ألباريس لم يقل الحقيقة شأنه شأن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، قبل أن تُضيف “لا يمكنك أن تأتي وتقول إن العلاقة مع المغرب رائعة، وأن السفير سوف يعود، لأنك حينها ستكون مُنكرا للواقع”.
وشددت مارتينيز، على أن وزير خارجية بلادها لم يحقق أي شيء يذكر منذ تعيينه على رأسها، وأن إسبانيا تواصل وجودها في رقعة لا تحظى مطلقا بأية أهمية دولية.
واسترسلت بالقول “لقد طلب منا ألباريس، منحه بعضا من الوقت لحل الأزمة، وأخبرنا أنه يعلم جيدا كيف يفعل ذلك، ولكن اليوم السفير المغربي لا يزال غائبا عن مقر سفارته بمدريد، والحدود مازالت مغلقة بين البلدين، كما لم يجر حل أي مسألة أخرى”.
وأبدت المتحدثة ذاتها وفقا ل”أوروبا بريس”، أسفها من أن وصول دبلوماسي محنك كألباريس إلى قصر سانتا كروز، لم يحدث أي تغيير مهم، في ما يرتبط بالسياسة الخارجية لإسبانيا، مثل علاقاتها مع المغرب والجزائر، والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى العلاقات مع باقي البلدان.
وتابعت مارتينيز، وفق المصدر ذاته، “إن الحزب الشعبي قد مارس معارضة مسؤولة، ووافق على منح ويزر الخارجية ورئيس الحكومة، الفرصة لحل هذه الأزمة التاريخية، ومع العلم بأهمية المغرب بالنسبة لإسبانيا، إلا أنه وبعد ستة أشهر ما زلنا لا نرى أي تقدم”.
وفي السياق نفسه، وفي جوابها على سؤال حول الكيفية التي تعتقد بها إحراز تقدم نحو حل الأزمة، أفادت متحدثة الحزب الشعبي الرسمية بالقول “ليس لديهم أي خطة رئيسية، ولكن ما هو واضح على أية حال، هو أن ما يقوم به الوزير لا يعمل، وبالتالي علينا أن نقوم نحن بالعكس”.
من جانب آخر، شددت الناطقة على أهمية العلاقة مع الجزائر، وعلى ضرورة عمل الحكومة على ضمان إمدادت الغاز الجزائري، قبل أن تتابع بأن التعقيدات الداخلية القوية التي تعيشها مدريد، والتي يتعين على ألباريس مواجهتها، هي التي تشغل له معظم وقته.
هذا، وقد سبق وأن أشارت الوكالة نفسها، ضمن قصاصة إخبارية عن العلاقات الإسبانية-المغربية سنة 2021، إلى “عدم نجاح المشرف على إدارة الجهاز الدبلوماسي الإيبيري في تقريب وجهات النظر بين العاصمتين إلى حدود الساعة”.
وتابعت القصاصة عينها بأن “الرباط بعثت إشارات إيجابية إلى مدريد في خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة ثورة الملك والشعب، الذي أعرب فيه عن استعداد المملكة لتدشين مرحلة غير مسبوقة من التعاون الثنائي المبني على الشفافية والثقة”.
واستطرد المصدر الإعلامي بأن “المغرب لم يخرج من منطقة الظل في علاقته بإسبانيا خلال الأشهر الموالية للخطاب الملكي”، مشيراً إلى أن “إنشاء مزرعة الأسماك قبالة الحدود الإسبانية زاد من تأزيم الوضع، غير أن اتهام السلطات الإسبانية بعدم مراقبة المسافرين عمّق الأزمة”.
جدر بالذكر أنه وبعد مضيّ ستة أشهر على تعيين خوسيه مانويل ألباريس في وزارة الخارجية الإسبانية، لم تظهر بعد بوادر الهدنة السياسية بين الرباط ومدريد بخصوص القضايا الخلافية، في ظل استمرار التوتر بين البلدين المتجاورين منذ السنة الماضية.
تعليقات الزوار ( 0 )