قال رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية، إن الحديث عن فك ارتهان المغرب بأوروبا وفرنسا على وجه الخصوص بعد مرور جائحة فيروس كورونا المستجد، تسرع في التحليل يستند على حدث فجائي وأسباب مرحلية.
واعتبر لزرق من خلال اتصال خاص مع موقع بناصا أن الحديث عن تغير مستوى العلاقات الخاصة مع فرنسا لا يستحضر عدة مؤشرات تجعل الأمر مستبعدا، ومنها التاريخ الطويل لهذه العلاقات، وطبيعة النخب المغربية المفرنسة في الغالب.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن طبيعة تكوين النخب المغربية والتي يغلب عليه التكوين الفرنسي، وكمثال على ذلك اللغة المستعمل لدى معظم هذه النخبة وهي الفرنسية رغم أن اللغة الغالبة على النخب في العالم هي الانجليزية.
وقال لزرق إن استحضار البعد الإفريقي والامتداد الذي يحاول المغرب العمل عليه بالقارة الافريقية يتأثر بالضرورة بالعلاقة المغربية الفرنسية، معتبرا في الوقت نفسه أن جائحة كورونا واحتياج المغرب لاقتناء مجموعة من المعدات من الصين أو كوريا الجنوبية هو حادث عام وليس حصرا على المغرب فمعظم دول القارة الأوروبية اضطرت للشراء من هاتين الدولتين الأسيويتين، بسبب فجائية الحدث وعدم القدرة على التنبئ به.
وفسر لزرق رأيه بالقول إن الحمولة الثقافية والعلاقات التاريخية والنخبة المفرنسة تجعل لجوء المغرب لعلاقات أخرى وخلق فرص تعامل اقتصادي مع دول أخرى أمرا مرحليا لا يتجاوز الجائحة، مستبعدا إعادة ترتيب علاقات المغرب الخارجية بناء على أمر فجائي.
وانطلقت موجة نقاش حول العلاقات المغربية الفرنسية بمواقع التواصل الاجتماعي عقب الاشادة الكبيرة لمواطنين فرنسيين بقدرة المغرب على تصنيع ملايين الكمامات وبيعها بالمحال التجارية والأسواق الممتازة في الوقت الذي تظل رفوف الأسواق الكبرى الفرنسية خالية منها.
وكانت تصريحات البروفيسور جون بول ميرا رئيس مصلحة الإنعاش بمستشفى كوشين بباريس، والذي طرح فكرة تجريب اللقاح على الأفارقة، وهو ما دعمه زميله كامي لوشت، مدير الأبحاث بالمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي، قد خلقت جدلا كبيرا وغضبا أكبر.
ونشرت وكالة المغربي العربي للأنباء قصاصة ردا على “التشهير العنصري” الذي بدر من الطبيبين الفرنسيين حيث دعت الوكالة إفريقيا الآن للانكباب، وعلى غرار الآخرين ومنذ اليوم، على الإعداد لما بعد الوباء، والذي لا يمكن بناؤه دون مزيد من الاندماج وتفعيل مبدأ “الأفضلية القارية”، واعتبرت أن الحادث ينبغي أن يدفع الأفارقة إلى إعادة النظر في علاقتهم مع باقي العالم، وإعادة التفكير جديا في مستقبلهم المشترك.
كما قام نادي المحامين بالمغرب بأخذ المبادرة، وقرر رفع دعوى قضائية لدى القضاء الفرنسي بخصوص “التشهير العنصري”، ضد البروفيسور جون بول ميرا رئيس مصلحة الإنعاش بمستشفى كوشين بباريس.
تعليقات الزوار ( 0 )