أجرت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد أمس السبت ببلدة آيت بوكماز في أعالي الأطلس المتوسط بإقليم أزيلال، مناقشات هادفة حول فك العزلة ورفع التهميش عن المناطق الجبلية والقروية وذلك ضمن سلسلة لقاءاتها عبر جهات المملكة لتقديم نتائج خلاصات تقريرها العام حول النموذج التنموي الجديد.
وقدمت اللجنة للفاعلين المحليين وساكنة قرية آيت بوكماز المحاور الرئيسية للتقرير خصوصا في الشق المتعلق بالمناطق الجبلية والقروية، وكيفية مواجهة تحديات التنمية المنشودة محليا، بناء على خلاصات جاءت نتيجة نهج تشاركي ضم مختلف القوى الحية وعموم المواطنين.
وتعقد اللجنة هذه اللقاءات التي انطلقت يوم الجمعة ببني ملال ثم أزيلال تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تنظيم لقاءات تواصلية بجهات المملكة ال12 لشرح مضامين وخلاصات التقرير الذي أنجزته اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد.
وخلال هذا الاجتماع أكد أعضاء اللجنة على أهمية إنشاء مناطق ذات مناعة قوية، كفيلة بترسيخ مقومات التنمية، ومحاربة الفوارق والهشاشة على الصعيد الجهوي.
وشددوا على أن إحدى أسس ذلك يتمثل في فك العزلة عن المناطق النائية وصعبة الولوج، على غرار بلدة آيت بوكماز الجبلية وتابنات وغيرهما من البلدات النائية المتواجدة بأعالي جبال إقليم أزيلال.
وشدد أعضاء اللجنة على أهمية مواصلة تنفيذ وتطوير أوراش الجهوية الموسعة والتي تعد أحد المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة لتعزيز تنميتها الترابية والمجالية، مشيرين إلى أن نموذج التنمية الجديد يبلور هذا الخيار ويدعو إلى مغرب الجهات، في سياق إصلاح يهدف إلى تسريع عملية اللامركزية واللاتمركز، بهدف إطلاق طاقات الفاعلين المحليين وتعبئة قدراتهم وإمكانياتهم لتعزيز مناعة المجالات الترابية ومختلف المناطق على خلق المزيد من الثروة.
ويتعلق الأمر أيضا بمواجهة مختلف الفوارق بين الجهات وضمان استفادة المناطق الجبلية بشكل مباشر من الآثار الإيجابية للتنمية، وبالتالي وضع حد للتفاوتات الإقليمية في مختلف المناحي الاقتصادية والاجتماعية وأيضا تلك المتعلقة بالبنية التحتية.
وبهذه المناسبة، أشار رئيس اللجنة شكيب بنموسى إلى أن اللقاءات والمشاورات التي عقدت على المستوى الجهوي كشفت عن انزعاج عميق يكتنف سكان المدن الصغيرة والقرى من شعورهم بالتهميش جراء التفاوتات وبالتالي تنامي مشاعر الإحباط وفقدان البعض للثقة في عمل الإدارات.
وأوضح أيضا أن المشاكل التي يعبر عنها سكان القرى تتعلق أساسا بالتعليم والصحة وفك العزلة وتحرير طاقات المرأة القروية والشغل وتحسين الدخل والوصول لخدمات عمومية ذات جودة وتقليل الفوارق المجالية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أوضح السيد أحمد الجماني، عضو اللجنة أهمية مثل هذه الاجتماعات واللقاءات المباشرة مع المواطنين التي تهدف لنشر التوصيات والخلاصات التي توصلت اليها اللجنة وعرض الخطوط الرئيسية للتقرير العام حول النموذج الجديد للتنمية.
وقال إن هذا الاجتماع بالغ الأهمية لأنه يعقد في منطقة آيت بوكماز الجبلية النائية، وهي نموذج للمناطق القروية التي لديها متطلبات في مجال التنمية، ولساكنتها توقعات وانتظارات سواء في ما يتعلق بالخدمات العامة أو البنية التحتية الأساسية.
وأشاد بالتفاعل الإيجابي لساكنة آيت بوكماز مع أعضاء اللجنة خلال هذا اللقاء المفتوح، معتبرا أن هذه خطوة مهمة لتقريب هذا المشروع من المواطنين والانفتاح على مختلف الطاقات المحلية.
وأطلقت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد أول أمس الجمعة، من جهة بني ملال-خنيفرة، سلسلة لقاءات جهوية لتقديم نتائج خلاصات تقريرها العام حول النموذج التنموي الجديد، حيث عقدت اجتماعا بمدينة بني ملال قبل أن تنتقل الى مدينة أزيلال حيث عقدت لقاء موسعا مع الساكنة والفعاليات المحلية.
تعليقات الزوار ( 0 )