لا تزال قضية اختيار اللاعب الشاب لامين يامال تمثيل منتخب إسبانيا بدلاً من المغرب تثير الجدل في كلا البلدين، فبعد مرور عام على هذا القرار الصعب، خرجت جدة اللاعب لتؤكد مجدداً على ولاء حفيدها لإسبانيا حسب تقرير نشرته صحيفة “ماركا” الإسبانية المتخصصة في الرياضة.
وفي لقاء حصري مع برنامج “إسبجو بوبليكو” الإسباني، أبدت جدة يامال تأكيداً قاطعاً على أن اللاعب يعتبر نفسه إسبانياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقالت: “نشأ يامال هنا، ودرس هنا… وهذا الطفل ليس مغربياً، وقد لعب مع إسبانيا… حيث أراد هو”.
واستنادا إلى القصاصة ذاتها، فإن تصريحات الجدة تعكس الرأي السائد في محيط يامال، حيث يؤكد العديد من جيرانه في حي روكافوندا على انتمائه لإسبانيا، وذكرت إحدى الجارات أنها تراه كثيراً في الحي، لكنه يفضل التحرك بغطاء الرأس لتجنب التعرف عليه.
وأثار قرار يامال بتمثيل منتخب إسبانيا جدلاً واسعاً، خاصة في المغرب حيث كان هناك تفاؤل كبير بضمه للمنتخب الوطني، ومع ذلك، فإن تصريحات عائلته والجيران تؤكد أن اللاعب قد اتخذ قراره بشكل واعٍ، وأنه يشعر بالانتماء الكامل لإسبانيا.
وأضافت صحيفة “ماركا” أن هذه القضية تتجاوز حدود كرة القدم، إذ تعكس التحديات التي يواجهها المهاجرون من الجيل الثاني في تحديد هويتهم، فبينما يحملون جنسية البلد الذي ولدوا وترعرعوا فيه، قد يشعرون بضغوط اجتماعية وثقافية تدفعهم نحو تمثيل بلدان أصولهم.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل يمكن فصل الهوية الرياضية عن الهوية الوطنية؟ وهل يجب على اللاعبين اختيار تمثيل البلد الذي ولدوا فيه أم البلد الذي ينتمي إليه أجدادهم؟ هذه الأسئلة المعقدة لا تزال تثير الكثير من النقاش.
وفي النهاية، يبقى قرار يامال اختياره الشخصي، وهو قرار يحترم، ومع مرور الوقت، قد تتلاشى حدة الجدل، ولكن من المؤكد أن هذه القصة ستبقى عالقة في ذاكرة عشاق كرة القدم في كلا البلدين.
تعليقات الزوار ( 0 )