Share
  • Link copied

كيف يقضي “مغاربة أمريكا” شهر رمضان في ظل تفشي جائحة “كورونا”؟

يعيش أفراد الجالية المغربية بالخارج أجواء وطقوس رمضانية خاصة، ولم تثني جائحة “كورونا” التي ألقت بظلالها على كل مصادر البهجة والفرح، الجالية في استقبال هذا الشهر الفضيل بكثير من الشوق والمحبة، وبمحاكاة عادات وتقاليد البلد الأم، وذلك من خلال التئام الأصدقاء والأسر فيما بينهم على مائدة الإفطار التي تجمع من كل مدينة طبق شهي.

وتشهد ليالي شهر رمضان في الولايات المتحدة الأمريكية  نشاطا غير معهود على عكس باقي أشهر السنة، حيث  تزدان الشوارع والمنازل والبيوت المغربية والمتاجر في أغلب “التجمعات السكنية” التي تضم الجاليات العربية والمسلمة، بالزينات والأضواء والفوانيس والأهلة وأسمى آيات التهاني والتبريكات.

وفي منطقة “باتيرسون” بولاية نيو جيرسي في الجزء الغربي الأوسط من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعيش عدد كبير من المغاربة، قال رشيد المالكي، الذي لم يزر المغرب منذ  أزيد من ثلاثة سنوات، “إنه ورغم الجائحة وحمأة الانشغالات التي تهدأ ولا تتوقف، فإنني أخصص جدولا زمنيا خاص لرمضان وأحاول جاهدا زيارة الأصدقاء لخلق الأجواء الروحانية والاجتماعية”.

وأضاف رشيد في حديث مع جريدة “بناصا” أن “أغلب المغاربة هنا يحاولون خلق بعض أجواء البلاد الأصيلة، وذلك من خلال إقامة إفطار جماعي بالتناوب في أحد بيوت الأسر المغربية، لاسيما في أولى أيام رمضان الذي يشعر فيه أغلب المهاجرون بالمعنى الحقيقي للغربة بعيدا عن الأهل والأقارب والأحبة.”

وأوضح المصدر ذاته، أن “رمضان السنة الماضية كان صعبا بالنظر إلى موجة “كورونا” التي حصدت العديد من الأرواح، حيث تخطت الولاية حاجز الـ100 ألف مصاب، لتكون بذلك الولاية الثانية الأكثر تضررًا، وجعلت رمضان المغاربة مختلفاً عن بقية السنوات الأخرى، خاصة في تطبيق  التباعد بين الناس والحجر المنزلي الذي شكّل تحدياً أمام هذه الأجواء”.

ولتعويض النقص، يضيف رشيد: “نشاهد البرامج والانتاجات المغربية ونحن على مائدة الإفطار، كما نقوم بتلاوة ما تيسر من القرآن وإقامة صلاة التراويح جماعة التي نخصص لها برنامجا من أجل التقرب إلى الله واغتنام ما يجود به هذا الشهر الفضيل من خيرات ومنافع على الروح والبدن”.

وبالنسبة لزكرياء، وهو سائق طاكسي بشركة “أوبر” بالولاية ذاتها، فإن خلق أجواء رمضان في أمريكا تظل صعبة وعسيرة، لاسيما  بالنسبة للأشخاص العزب، الذين يتعذر عليهم صنع بعض “شهيوات رمضان” فيلجؤون في الغالب إلى الاكتفاء بالتمر والوجبات السريعة مثل أطعمة ماكدونالدز أو بيتزا بسبب ضيق الوقت في تحضير الأكلات المنزلية. 

وأشار المصدر ذاته، في حديثه مع “بناصا” إلى أنه اعتاد قضاء شهر رمضان في المغرب وسط العائلة والأصدقاء، إلا أن الحظ لم يحالفه هذه السنة، وغابت عنه الأجواء الشعائرية التي تتخلله من خلال العبادات الجماعية التي تعزز روابط التواصل بين الأفراد والجماعات، وهو ما نفتقده هنا”.

Share
  • Link copied
المقال التالي