شارك المقال
  • تم النسخ

كيف سيؤثر “زلزال الحوز” على دائرة الاقتصاد والسياحة بالمغرب؟.. خبير استراتيجي يُجيب

تمثل السياحة أهم القطاعات الاقتصادية في المغرب، إذ تشكل هذه الأخيرة حوالي سبعة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بالنسبة للاقتصاد الوطني، كما تعتبر واحدة من المجالات الاقتصادية التي تعوّل عليها الدولة في توفير فرص العمل وجلب العملة الصعبة، حيث أسهم القطاع في خلق أكثر من 500 ألف منصب شغل مباشر سنة 2019، أي ما يعادل خمسة في المائة من إجمالي نسبة العمل في القطاع الاقتصادي.

وتزايدت مخاوف مهنيي قطاع السياحة بالمغرب، بعد الزلزال الأخير الذي ضرب منطقة الحوز من تأثير هذه الفاجعة بشكل عام على الاقتصاد الوطني، وبشكل خاص على الاقتصاد المحلي لمدينة مراكش، إذ أن هذه الهزات الأرضية العنيفة، سيكون لها نتائج سلبية على الاقتصاد المحلي بالمدينة الحمراء التي تعتبر من ركائز المدن السياحية بالعالم.

الخبير الاستراتيجي، أمين سامي، قال في تصريح لجريدة “بناصا” إن “زلزال الحوز” سياسهم في التأثير على الجانب السياحي للمدينة من خلال:

تلف المعالم السياحية: فالزلزال يمكن أن تتسبب في تلف المعالم السياحية الهامة مثل المباني التاريخية والأماكن السياحية المعروفة. وهذا قد يؤدي إلى تقليل جاذبية المدينة للزوار.

تعطيل البنية التحتية: يمكن أن يؤدي الزلزال إلى تضرر البنية التحتية المهمة مثل الطرق والجسور والمطارات. وبالتالي هذا قد يجعل الوصول إلى مراكش صعبًا ويؤثر على تجربة السياح.

تراجع أعداد السياح: قد يتردد الزوار في السفر إلى منطقة تعرضت لزلزال، خاصة إذا كان التقارير تشير إلى وجود مخاطر مستمرة. وبالتالي هذا يمكن أن يتسبب في انخفاض أعداد السياح وتأثير سلبي على اقتصاد المنطقة وانخفاض الدخل الفردي خاصة أن المدينة تتميز بصناعة السياحة.

التأثير على القطاع الفندقي: قد يتسبب انخفاض عدد الزوار في انخفاض إشغال الفنادق وتراجع الإيرادات في صناعة الضيافة.

تأثير على سوق العمل: قد يتسبب التأثير على السياحة في فقدان وظائف في القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل الفنادق والمطاعم والجولات السياحية.

ولمواجهة هذه التحديات، يرى الخبير المغربي، أنه يجب على السلطات المحلية والقطاع السياحي اتخاذ إجراءات للحفاظ على السلامة وتعزيز الوعي بالمخاطر، بالإضافة إلى إعادة بناء المعالم السياحية وإصلاح البنية التحتية بأسرع وقت ممكن لاستعادة جاذبية المدينة كوجهة سياحية.

وأضاف المصدر ذاته، أنه علاوة على النقاط السابقة، يمكن لزلزال التأثير على السياحة في مراكش من خلال :

الإعلام والصورة العامة: حيث سيتم تغطية الزلزال في وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وهذا يمكن أن يؤثر على صورة المدينة كوجهة سياحية. ومن المهم للسلطات والقطاع السياحي التعامل بفعالية مع وسائل الإعلام لتوجيه الرسائل الصحيحة حول الوضع.

الأمان والثقة: يمكن أن يؤدي الزلزال إلى انخفاض مستوى الثقة بالأمان في المنطقة. ومن المهم تعزيز الإجراءات الأمنية وتقديم المعلومات اللازمة للزوار لضمان شعورهم بالأمان.

التأثير على الفعاليات السياحية: قد تلغى أو تؤجل الفعاليات السياحية المقررة بسبب الزلزال، مما يمكن أن يتسبب في إزعاج الزوار الذين كانوا يخططون لحضور هذه الفعاليات.
بالإضافة إلى الجوانب المذكورة أعلاه ، يمكن أيضا :

التأثير على الاقتصاد المحلي: يمكن أن يتسبب تراجع صناعة السياحة في تأثير سلبي على الاقتصاد المحلي، حيث يعتمد العديد من سكان مراكش على السياحة كمصدر رئيسي للدخل.وبالتالي يجب توفير دعم اقتصادي إضافي للمنطقة للمساعدة في تعويض الخسائر.

التأثير على الأنشطة السياحية الفرعية: يمكن أن يؤدي تراجع السياحة إلى تأثير سلبي على الأنشطة الفرعية مثل التجارة المحلية وصناعة الحرف اليدوية والمطاعم المحلية.

التأثير النفسي: يمكن أن يؤثر الزلزال على السكان  المحليين والعمال في صناعة السياحة على الصعيدين النفسي والنفساني. ومن المهم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد المتأثرين.

الإعمار والاستثمار: يمكن أن تفتح حاجة إعادة الإعمار بابًا للاستثمارات الجديدة في المنطقة، والتي يمكن أن تعزز من تحسين البنية التحتية وجودة الخدمات المقدمة للزوار.

وأوضح الخبير ذاته، أن هذه التحديات التي تطرحها الزلازل تتطلب تنسيقاً وجهداً مشتركاً بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المحلي للتعامل مع التأثيرات المحتملة والعمل على استعادة الاستقرار في صناعة السياحة، وهناك بعض النقاط الإضافية نذكر منها:

التأثير على التوظيف: قد يؤدي تراجع السياحة إلى فقدان وظائف في القطاعات المرتبطة بالسياحة، وهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على المواطنين المحليين الذين يعتمدون على هذه الوظائف للعيش.

تأثير على تنوع الاقتصاد المحلي: من الممكن أن يجبر انخفاض السياحة المستدامة المزيد من الانتقال إلى اقتصادات محلية متنوعة، مما يشجع على تنوع مصادر الدخل في المنطقة.

الجهود لإعادة البناء: قد تتطلب جهود إعادة البناء وإصلاح المعالم والمرافق السياحية وقتًا وجهدًا كبيرين، بالإضافة إلى استثمارات مالية كبيرة.

إعادة التسويق والترويج: بعد الزلزال، ستحتاج مراكش إلى حملات تسويق وترويج جديدة لاستعادة اهتمام السياح وجذبهم مجددًا إلى المنطقة.

وأشار أمين سامي، إلى أن هذه النقاط تسلط الضوء على أهمية التخطيط والاستجابة الفعّالة للزلازل وتقديم الدعم للسكان المحليين وصناعة السياحة للتغلب على التحديات والتأثيرات السلبية المحتملة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي