شارك المقال
  • تم النسخ

كيداي: هل تواكب العلوم الاجتماعية التحولات السريعة الحالية؟

تعرف مدينة إفران حدثا بارزا، حيث تحتضن ملتقى علميا بمركزُ الندوات والتكوينات بجامعة الأخوين، بتنظيم مشترك بين كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس-الرباط، وكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة الأخوين-إفران، ومجلس الجالية المغربية بالخارج. وتعرف هذه الأيام العلمية مداخلات عديدة وورشات تفكير وحفلات توقيع لمنتجات علمية مائزة.

وقد كان للباحثين والمشاركين موعد مع الدرس الافتتاحي لهذا الربيع من إلقاء عميد كلية علوم التربية بالرباط، د. عبد اللطيف كيداي، حيث نوه بهذه المبادرة التي خلقت هذا الحدث/الربيع، حيث قدم خلاصة لتجربته في العلوم الاجتماعية، من خلال تساؤلات حول مخرجات البحث السوسيولوجي، فإذا كان هذا البحث قد تم من قبل خارج الجامعة، فقد أصبح الآن عدد الدراسات الجامعية ضخما مقارنة مع الماضي. فهل تواكب هذه الأبحاث التحولات في العالم من حولنا؟ وهل هي مؤترة؟ وكيف يمكن المساهمة في إنتاج المعرفة والمساهمة في النمذجة بناء على مؤشرات دقيقة يسير نحوها العالم، الشيء الذي يدعو إلى ضرورة للتجديد المنهجي. فما يلاحظ حسب د كيداي هو أن هذه الموضوعات لم تتجاوز مستوى الفهم والتحليل، ولم تعمق النظر في النظريات وتنتج مقاربات جديدة. كما أن الاطاريح كانت محدودة ولم تتجاوز المنحى الوصفي.

وأما واقع الحال اليوم، أي الموسم الجامعي ل 2019/2020، فعدد المسجلين في العلوم الاجتماعية 36850 مسجلين في الدكتوراه، منها 8712 باحثا في العلوم الطبيعية، وأزيد من 7000 باحثا في الاقتصاد والعلوم القانونية، وأزيد من 8000 باحثا في العلوم الإنسانية، بالإضافة إلى 530 باحثا في علوم التربية، لكن المفارقة تكمن أن نسب المناقشة بين جميع التخصصات لا تتجاوز 10 أو 11 في المائة، وبالتالي يلزم أكثر من 10 أو 12 سنة إذا أراد جل هؤلاء الباحثين مناقشة أطروحاتهم.

    وقد حدد د كيداي مجموعة نقط تعبر عن معاناة البحث الجامعي المغربي في العلوم الاجتماعية، منها:مسألة التأطير والجودة

أطروحات مهددة بالاختفاء بمجرد مناقشتها لأنها لا تساهم في العملية التنموية وغياب التأثير.

هيمنة البعد النظري والفلسفي، وعدم القدرة على اقتراح مواضيع جديدة تتطلب مغامرات وجهد كبير.

ضعف تكوين الطلبة

غياب الشراكات بين القطاع الخاص والمؤسسات العمومية.

كم من الطلبة والاساتذة الذين تلقوا تكوينات للولوج للمواقع العلمية الإلكترونية.

    ومن بين ما أكد عليه عميد كلية علوم التربية في درسه الافتتاحي هو أنه لابد من السرعة في معالجة المعطيات، لأن الإنتصار لمبدأ التراكم المعرفي غير مفيد حاليا في نظره، بسبب الذهنية الإنتظارية، بينما المجتمع والدولة ينتظران أجوبة سريعة.

*باحث

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي