Share
  • Link copied

كورونا يُعرّي القطاع الفني بالمغرب ويفضح هشاشته

ألقت تداعيات انتشار فيروس كورونا بظلالها على القطاع الفني، كغيره من القطاعات الحيوية في المغرب، ووجد عدد من الفنانين أنفسهم محرومين من مصدر رزقهم، بعد توقف الانتاجات الفنية المغربية، منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية، كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس “كوفيد-19”.

وتسببت العطالة المؤقتة الاضطرارية التّي يعيشها القطاع الفنّي، جراء تفشي وباء “كورونا”، في تعميق الهشاشة التي يعيشها عدد من الفنانين المغاربة، وخلفت آثاراً سلبية عليهم، مطالبين الحكومة الالتفات إليهم ومساعدتهم لتجاوز الأزمة التي يمرون منها.

فنانون يحتجون على أوضاعهم المزرية

دفعت الوضعية الصعبة التي يعيشها عدد من الفنانين المغاربة، إلى مطالبة الجهات المسؤولة والحكومة، بضرورة التدخل العاجل لحماية ممتهني الفن والثقافة والتمثيل من التشرد والضياع، في ظل توقف كل الأنشطة الفنية والثقافية التي كان كل فنان، يأمل في أن تنقذه من الأزمة الخانقة التي يمر منها، على حد تعبيرهم.

وفي هذا السياق، عبر الفنان الموسيقي بوحسين فولان والفنان محمد جبارة، والفنان  السينمائي عبد اللطيف عاطيف، والفنان المسرحي حسن العليوي، والفنانة المسرحية  إلهام مراد، والفنان الشاب حمزة السباعي،  وآخرون  عن امتعاضهم من صمت وزارة الثقافة، تجاه وضعيتهم التي ازدادت تأزما في زمن كورونا.

وندد الفنانون بالتهميش الذي لحقهم خلال الفترة الحالية، بسبب حالة الطوارئ الصحية التي تمر بها البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا، والتي خلفت آثاراً اجتماعية سلبية على الفنانين في سائر المهن الفنية، وزادت في تعميق الهشاشة التي يعشونها خاصة الذين لم يشتغلوا منذ سنة أو سنتين.

كورونا فضح هشاشة الفنان

قال الفنان المغربي محمد الشوبي إنّ الأزمة التي يعيشها المغرب جراء انتشار فيروس كورونا “فضحت هشاشة الفنان و الدولة التّي غيبت الفن والثقافة لفائدة التفاهة، وطالب الوزارة الوصية على القطاع بتنفيذ استراتيجية حماية الفنانين، ومضامين الدستور الذي نصّ على اعتبار الثقافة مكوناً أساسياً.

بدوره، طالب الفنان عبد العزيز ستاتي، وزارة الثقافة بدعم الفنانين المغاربة، بتقديم الدعم للفنانين المتضررين، من الصندوق الذي خصصته الدولة لدعم القطاعات غير المهيكلة، متسائلا عن دور بطاقة الفنان، وتجاوب الوزارة الوصية على القطاع مع الموضوع.

من جانبه، كان الفنان والبرلماني السابق ياسين أحجام، قد وجه رسالة إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني،  للمطالبة بالتدخل من أجل تسوية الوضعية المالية لمهنيي “أب الفنون”، مؤكدا أنّ “أغلب العاملين أصبحوا يواجهون مصيراً مجهولا، لاسيما أنّهم يعيلون أسراً وليست لهم موارد أخرى”.

وقال مسعود بوحسين رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، في تدوينة له على موقع فيسبوك”، إن أزمة كورونا عرت واقع الفنان، إذ لم يجد مكاناً حتى في القطاع غير المهيكل، مضيفاَ “مؤسف أن يكون هناك فصل في الدستور يفي بالغرض، ولا أحد ينتبه إليه، مؤسف أن يكون هناك قانون للفنان”.

وساهمت المغنية المغربية كزينة عويطة، في دعم بعض الفنانين الذين يوجدون في وضعية صعبة والمتضررين بسبب فيروس كورونا المستجد، إذ تبرعت بمبلغ مبالي رفضت الكشف عنه، في إطار الوضع الاستثنائي الذي تعيشه بلادنا في الحرب على الفيروس، واستفاد من الدعم الذي قدمته ابنة العداء المغربي، سعيد عويطة، عدد من الممثلين والموسيقيين والفنانين الذين تأثروا بشكل سلبي بعد توقيف الأنشطة الفنية.

فنانون استفادوا من صندوق دعم “كورونا”

أكدت وزارة الثقافة والشباب والرياضة، أن فئة واسعة من الفنانين المغاربة استفادت من التعويضات الشهرية التي منحها صندوق تدبير جائحة كورونا، عبر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وفي ذات السياق، كشف وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، يوم الثلاثاء الماضي، أن 7300 فنان بالمغرب، حامل لبطاقة الفنان استفادوا من برنامج “تضامن كوفيد”، مشيراً إلى أن نسبة قبول طلبات ملفات الفنانين تفوق 70 في المائة.

وفي سياق الموضوع، أقرّ الكاتب العام لوزارة الثقافة، بواقع الهشاشة في صفوف الفنانين المغاربة، وقال إنه جرى الاتفاق مع وزارة التشغيل والادماج المهني، قصد تسريع صدور مختلف المراسيم التطبيقية المتعلقة بهذا القطاع لضمان التغطية الصحية.

Share
  • Link copied
المقال التالي