Share
  • Link copied

كورونا وإمتحان الوطنية!

لقد عبر الجميع ، رغم الإستثناءات هنا و هناك ، عن حس وطني عال و عن وعي مواطناتي عميق . لذلك نؤكد للدولة ، رسميا ، أن المغاربة لن يخذلوا و لن يستسلموا ؛ بل هذه مناسبة ليعلم العالم أن هنا يحيا شعب عظيم قدم تاريخيا الدروس للأغيار ، و هو ما تسجله سجلات التاريخ بمداد الفخر و الخلود .

و المغاربة ، رغم الدعم الكبير الذي لقيته التفاهة ، و رغم الحروب التي شنت ضد العمق ، فإن اللحمة الرائعة التي عبر عنها الجميع تفيد انه في اللحظات العصيبة لا يعتمد إلا على الشرفاء من بنات و أبناء الوطن . و يظل التافهون خارج السياق لأن تفاهتهم تطرح عاجلا الى مزبلة التاريخ .

و ندعو كل المغاربة بصوت مرتفع الى التعبير عن التحضر و الرقي في التضامن و التآزر و دعم بعضنا للبعض ؛ من خلال الحفاظ على الهدوء باحتراف ، و على دعم و تحفيز واحترام كل الإجراءات المعلنة عنها .

اللحظة التاريخية هذه تستدعي تحريض الهمم للقيام بالخير ، و تحفيز الفضيلة و رسم صورة جماعية للمغاربة باللون الوردي ، لون الأمل ، و بالأحمر و الاخضر لون الوطن . نختلف فيما بيننا ، ننتقد و نغضب ، ننفعل و نحاكم ، نسب و نلعن ،ننخرط و ننسحب .. لكن عندما ينادي الوطن نجيب و نستجيب بتفان و إخلاص ؛ شعبا واحدا و روحا واحدة و صوتا واحدا عنوانه الوطن .

و مجددا لكل الذين عبروا عن تضامنهم مع صندوق التضامن كمبادرة ملكية انسانية فريدة ؛ ننحني إجلالا و اكبارا ، و على كل الذين لم يساهموا من المحظوظين أن يراجعوا أنفسهم، وان الأوان لم ينصرم ولم يفت بعد .

في اللحظات العصيبة تكتشف معادن الناس ، و للحقوقيين ” الكبار ” الذين يملأون الدنيا صخبا ، مستثمرين كل الأزمات للحديث بما يخطر على اللألسن دون تأكيد ، نتوجه نريد مواقفكم الأن تملأ الدنيا كذلك صخبا ، لأن الحقوقي الشريف يغضب و لا يحقد ، ينتقد و ينفعل و لكنه ينتصر للوطن مهما يكن .

ولرموز التفاهة من بعض الذين يملأون قنواتنا ذلا و عارا ، نصرح ؛ لقد أبان الزمن إن التفاهة خارج التاريخ ولا تصلح إلا لدر الرماد في العيون . و لكل من يدعم التفاهة ويهمش الجودة والأصالة من نصرخ ؛ لقد أبان لكم كرونا كيف أخطأتم التقدير ولم يحالفكم حظ الاختيار .

وللمغرب الرسمي اؤكد إن المغاربة، دائما وأبدا ، كانوا شعبا عظيما ؛ وهم يستحقون مسؤولينمخلصين وطنيين اوفياء ؛ وإن كل من لا يخلص في حبه للوطن ، حتما يرتكب كبيرة و وزرا عظيما دينا و شرعا ، و جريمة شنعاء قانونا و أخلاقا.

ومجددا، تحية شموخ وإجلال للمغاربة أينما كانوا و أينما حلوا و ارتحلوا . و باللحمة الداخلية و برص الصفوف سننتصر على كل التحديات ؛ منها كورنا كوفيد 19 الذي سيحد المناعة قوية بوحدتنا وبصبرنا وتضحيات وعزيمة اطبائنا.

و للدولة نؤكد أننا أوفياء للميثاق الغليظ الذي يجمعنا مغاربة شامخين مخلصين ثابتين روحا واحدة و جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى . و سيظل المغرب نبراسا مشعا في كل المساحات الحبلى بالأمل حلما يليق بشعب عظيم كهذا المغرب ملكا و مواطنين .

  • كاتب و ناشط حقوقي.
Share
  • Link copied
المقال التالي