تحقق حلم العديد من المغاربة المنادين، بمقاطعة كافة المهرجانات التي تقام بمختلف أرجاء المملكة، حيث توقفت جل الأنشطة ومنع تنظيم المهرجانات والملتقيات الثقافية، بسبب الإجراءات المتخذة من قبل السلطات العمومية، التي منعت التجمعات بعدد كبير.
ويأتي هذا في سياق فصل الصيف، الذي كان يشهد تنظيم العديد من الملتقيات والمهرجانات الثقافية، التي تعتبر من بين الأنشطة الموازية والترفيهية خلال موسم الصيف، إلا أن كورونا كان لها رأي آخر من أجل وضع حد لهذه الأنشطة حتى اشعار اخر.
وتعتبر الحملة التي سبق لنشطاء على منصات التواصل الاجتماعي اطلاقها، من بين أكثر الحملات التي لقيت تفاعلا كبيرا، بفعل المطالب المستمر لوقف استنزاف وتبذير المال العام، وتوجيه الميزانيات الخاصة بتنظيم المهرجانات إلى مشاريع استثمارية من شأنها أن تنقذ الاف المعطلين من البطالة.
وأمام هذا الوضع، لجأت العديد من التظاهرات الفنية والثقافية، الى العالم ‘’الافتراضي’’ لتنظيم نسخها الالكتروني، بسبب التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث حاولت الجهات المسؤولة عن هذه التظاهرات، الاستمرار في تنظيم ‘’أنشطتها’’ تفاديا للهدر الزمني.
ووجدت المهرجانات السينمائية المغربية، لنفسها مكانا بعالم ‘’السوشل ميديا’’، بعدما قام منظمو الأخيرة بالاستعانة بصفحات الفايسبوك وبتقنية زووم، جلب المشاهد المغربي، وفتح نقاشات تهم بالأساس قطاع السينما والتكوينات المتعلقة به.
وفي هذا الإطار يقول يوبا ؤبركة، مدير المهرجان الدولي للسينما والبحر، في تصريح خص به منبر بناصا ‘’عرفت الساحة الوطنية منذ ظهور جائحة كورونا تنظيم عدد كبير من المهرجانات السينمائية بشكل افتراضي انسجاما مع حالة الطوارئ الصحية ببلدنا، وهو الأمر الذي انسجم معه عدد من مدراء المهرجانات’’
وأضاف المتحدث ذاته ‘’بالنسبة لنا كمهرجان دولي للسينما و البحر فقد تم تنظيم نسخته السابعة بهذا النمط الجديد، وعيا منا بأهمية التواصل الرقمي وإغناء المحتوى العلمي والمسؤول عبر مختلف المنصات الاجتماعية الافتراضية و مساهمة منا في الترفيه ورفع الضرر المعنوي الذي خلفته الجائحة على نفوس عموم المواطنين’’.
وأكد في ذات السياق على أنه ‘’من خلال هذه التجربة التي لم تكن بالنسبة لنا أولى حيث اعتمدنا في نسخ سابقة اي قبل كورونا على التواصل عن بعد والذي فرضته أنداك ظروف بعد المخرجين او المشاركين سواء منها الاضطرارية او المادية مما اوجب على فريقنا خلق منصة حوارية عن بعد’’.
وأشار الى أن هذه الدورة أقيمت افتراضيا بشكل كلي بـ’’البرغم من اعتيادنا على استقبال المشاركين وإنجاز عدد من الأنشطة الميدانية إلا أن لهذه التجربة جوانب إيجابية من أهمها احتكاك الفريق بمختلف التقنيات الوسائطية الرقمية التي أضحت اليوم تحتل مكانة اساسية في الحياة اليومية للمواطنين والإنسانية جمعاء ‘’.
وفي السياق ذاته، قال ؤبركة أنه ‘’عموما ستمكن هذه التقنية مستقبلا العديد من المهرجانات من التخلص من عيب تنقل العديد من المبدعين من مختلف القارات كما انها ستزيد إشعاع المهرجان وكسب العديد من الجمهور أي أن المستقبل رهين باستغلال هذه التقنية بالإضافة الى الشق الميداني والواقعي’’.
تعليقات الزوار ( 0 )