Share
  • Link copied

كورونا بين الجد والهزل

لقد أعطى المغرب مثلا يحتذى به في التصدي المبكر واليقظة الصحية الاحترازية  ضد وباء كورونا الفتاك ،هذا باعتراف منظمة الصحة العالمية وكبار الدول التي نالت منها هذه الجائحة وقضت مضجعها وكسرت اقتصادها ، حيث تم إغلاق الحدود الخارجية للدولة و المدارس والجامعات والمساجد وتعليق جميع الأنشطة والمباريات والاجتماعات و اعتماد الحجر الصحي مع حث المواطنين على البقاء بمنازلهم وتقنين خروجهم والتزمت  الدولة في ذات الآن بتوفير جميع الحاجيات المعيشية للشعب المغربي وضمان السير العادي للوضع السوسيو اقتصادي… وأعلن ملك البلاد حفظه الله عن حملة وطنية كبيرة لجمع  التبرعات ساهم فيها شخصيا ومن ماله الخاص عطفا منه على شعبه وإيمانا راسخا منه بأن اللحظة هي لحظة حاسمة تستدعي انخراط الجميع والتزام الجميع وانضباط الجميع للخروج بأمان وبأقل الخسائر من هذا الوضع الحرج الذي نال من غالب بقاع المعمور. فانخرطت كبار الشخصيات والمؤسسات والفعاليات كما انخرط المواطنون طوعا في هذه الحملة التبرعية وتم جمع مبلغ يتجاوز بكثير المبلغ الذي كان مطلوبا…. وأبان الشعب المغربي  عن تجاوب تام وتعاط إيجابي مع الخطة المرصودة من طرف اللجنة العليا المكلفة بتتبع أزمة كورونا وهي لجنة مشكلة من هياكل الدولة وقطاعاتها الرئيسية الكبرى….

أن قرار الحجر الصحي هو قرار حكيم تنهجه جميع الدول في مثل هكذا حالات لان كورونا فيروس فتاك وجائحة خطيرة تنتشر بسرعة بين الناس وتعشش في التجمعات وتنتعش وسط الحشود.. ونحن نتابع عن كثب وبشكل يومي تقارير وزارة الصحة ببلدنا  نضع الأيادي  على قلوبنا عند التصريح  بعدد المصابين الذي ناهز سقف المائة فنحمد الله ان الأمور لا زالت لم تصل إلى الخط  الأحمر موازاة مع ما يحدث بإيطاليا وإسبانيا وفرنسا… ونسأل الله تعالى ان يلطف بنا في لاحق الأيام.

ولكن للأسف الشديد تصيبنا الصدمة وخيبة الأمل جراء السلوكات الرعناء والتجمعات التي تنسف مجهودات الجميع وتضرب خطة الحجر الصحي في مقتل ، هذا طبعا ونحن نتابع على مواقع التواصل الاجتماعي ماوقع ليلة أمس  بطنجة وفاس وأماكن أخرى  بحجة التضرع الى الله وقراءة اللطيف والتكبير و…. فثبت بالملموس أن الدين الإسلامي كان وعبر التاريخ بريئا من أمثال هؤلاء الجهلة الذي يختارون دوما السير عكس التيار ونسف جهود كبيرة تبذل من طرف الجميع في ظرفية صعبة واستثنائية. ألم يكن من الأولى الابتهال إلى الله من المنازل والدعاء الخالص لحفظ بلدنا وشعبنا .. أم أن البحث عن البروباغاندا الإعلامية والشهرة المزيفة أعمت بصيرتكم أيها الجهلة الضالون…

مجموعة من الأسئلة تطرح نفسها وبإلحاح…لماذا تم الخروج إلى الشوارع ؟ ومن أسس لهذه الفكرة ؟ وهل الإجراءات المرنة المتخذة حاليا تجدي مع هؤلاء أم أن وقت الصرامة قد حان؟

لا يمكن ارتكاب حماقات وسلوكات مثل هذه ونسبها لدين الإسلام كما لا يمكن السكوت بتاتا عن رعونة هؤلاء وتصنيفهم ضمن الفئة العاقة التي تعادي النجاح وتنسف جهود مجتمع برمته. لكم الله أيها الضالون المفسدون في الأرض .

Share
  • Link copied
المقال التالي