“كنت غبيا”.. الكاتب الفرنسي ميشيل ويلبيك يقدم اعتذاره للمسلمين عن تصريحاته السابقة

قدّم الكاتب الفرنسي ميشيل ويلبيك، اعتذاره للمسلمين في فرنسا بعد تصريحات عنصرية أثارت غضبا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي مقابلة مع برنامج “المكتبة الكبيرة” على تلفزيون “فرانس 5″، قدم الكاتب والروائي ويلبيك اعتذارا لجميع المسلمين في فرنسا، عقب تصريحاته التي أدلى بها نهاية العام الماضي 2022، وفق وكالة “سند” للأنباء.

وفي نوفمبر الماضي، قال ويلبيك خلال مقابلة مع المفكر ميشال أونفراي، إن “رغبة الفرنسيين الأصليين، كما يقولون، ليست في أن يندمج المسلمون، بل أن يتوقفوا عن سرقتهم ومهاجمتهم، وإلا فهناك حل آخر؛ أن يغادروا”.

واعترف ويلبيك خلال المقابلة التي خصصت لتقديم كتابه الجديد “بضعة أشهر من حياتي” أنه انجذب خلال مقابلته مع ميشال أونفراي إلى نوع من “الغباء الجماعي”.

وأضاف الكاتب الفرنسي أن “هناك خطابا خاطئا يربط بين الإسلام والانحراف رغم أنهما خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا والتحدي الآن يكمن في محاربة الثاني لا التضييق على الأول لأن ممارسة الشخص عقيدته الدينية بشكل دؤوب لا تؤدي إلى الانحراف وإنما المنحرفون يتذرعون فقط بغطاء الدين”.

واتُّهم ويلبيك في وقت سابق بالدعوة إلى الكراهية العرقية بعد تصريحات مسيئة للإسلام والقرآن، وتتحدث روايته “خضوع” عن وقوع فرنسا عام 2022 في قبضة حكم إسلامي عقب الانتخابات الرئاسية.

ووفق تقارير صحفية، فإن مواقف الروائي الفرنسي من الإسلام جعلته يخضع لحماية أمنية بشكل مستمر.

وفي عام 2015 أجاب الكاتب عن سؤال صحيفة الغارديان البريطانية حول ما إذا كان لديه رهاب من الإسلام، بقوله: “بالطبع، غير أن كلمة (رهاب) توحي بالخوف وليس الكراهية، أي الخوف من الإرهاب”.

ميشيل ويلبيك

ولد ويلبيك في مدينة سان بيير في جزيرة لاريونيون الفرنسية عام 1956 لعائلة شيوعية، حيث كان والده يعمل دليلا جبليّا، أما والدته لوسي سيكالدي فهي طبيبة تخرجت في كلية الطب بالجزائر.

انفصل والداه بعد ولادته بزمن قصير فتولت جدته لأمه في الجزائر تربيته والاعتناء به ثم تمكن والده من استعادته وكلّف جدته لأبيه برعايته.

بدأ ويلبيك حياته المهنية بالعمل في تكنولوجيا المعلومات في شركة “ونيلوغ” عام 1983، ثم أصبح متعاقدا في قسم تكنولوجيا المعلومات في وزارة الزراعة الفرنسية، حيث بقي مدة 3 سنوات، وقد تطرق ويلبيك إلى هذه الفترة من حياته بطريقة رومانسية في روايته “توسيع مجال النضال”.

في عام 1990 اجتاز ويلبيك اختبار المنافسة لشغل منصب مساعد إداري في قسم تكنولوجيا المعلومات في الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي)، وفي عام 1996، قدم استقالته وتفرغ للكتابة.

حصل ويلبيك عام 1992 على جائزة “تريستان-تزارا” الفرنسية الأدبية عن مجموعته الشعرية “السعي إلى السعادة” التي نشرت في عام 1991.