بين من اعتبر أن الخروج جاء متأخرا، وبين من رآه قد أتى في وقته، أبدى ملك إسبانيا، فيليب السادس، رغبته في إيجاد حلول للمشاكل الواقعة بين الرباط ومدريد، في خطاب ألقاه بالقصر الملكي في مدريد، مُشجعا المغرب على السير مع إسبانيا من أجل “البدء في تجسيد العلاقة الجديدة” على “دعائم أقوى وأقوى”.
كلمة العاهل الإسباني، جعلت عددا من المتتبعين يُعيدون بوصلة الزمن للوراء قليلا، ويتذكرون كيف أن الصحافة الإسبانية، قد تساءلت سابقا عن سبُل الخروج من الأزمة مع الرباط، وعن إمكانية لعب الملك فيليب السادس لدور الوساطة فيها.
وقد كتبت بعدها صحيفة “إلباييس” كإجابة عن السؤال ” إن الحكومة الإسبانية لن تلجأ إلى فيليب السادس لحلحلة الأزمة مع الرباط إلا كملاذ أخير” قبل أن تُضيف ” فيليب السادس واع بدوره الدستوري، وبإمكانه التحدث إلى العاهل المغربي حول هذه الأزمة ولو عبر الهاتف، لكنه لم يفعل ذلك لأن الحكومة لم تطلبه منه بعد”.
ليؤكد هذا المعطى أخيرا عدد من المصادر الإعلامية الإسبانية، كموقع “info libre “، الذي أورد أن حكومة مدريد قد أشهرت ورقة الملك، باعتبارها الملاذ الأخير، وأنه بتصريح فيليب السادس عن المملكة، الذي لم يتجاوز 48 كلمة، يكون سانشيز قد نقل الحلحلة إلى مستوى آخر”.
وأضاف الموقع، أن الحكومة هي من تشرف على صياغة الخطابات الرسمية لرئيس الدولة، ليُتابع ” مما يدفع المرء إلى الاعتقاد بأن السلطة التنفيذية الإسبانية هي التي اختارت هذا النقل، من مستور رئيس الحكومة ووزير الخارجية، إلى الملك مباشرة”.
وأفاد المصدر ذاته، أن نداء الملك فيليب السادس، مرده رغبة حكومة سانشيز في إعادة العلاقات في أقرب وقت ممكن، وإلى إشهار ورقة لها ثقل لدى المغرب، أكبر من الحكومة نفسها.
ولفت إلى تصريح لوزير الخارجية الإسباني في مؤتمر صحفي، قال فيه “لست راضيا عن التعاون [بشأن الهجرة] ، وعلينا أن نذهب إلى أبعد من ذلك” مُعتبرة في الأمر إشارة إلى الرغبة السريعة في حل الأزمة، والتي لن تأتي إلا بمبادر أكبر.
من جانب آخر، أبرز الموقع الإسباني نفسه، أن إسبانيا تريد إعادة بناء العلاقات مع جارتها الجنوبية، ولكنها تتردد في دفع الخسائر إذا اضطرت إلى إعلان إقليم الصحراء إقليما مغربيا.
وذكر أيضا أن في الوقت الراهن، لم يسلك أي طرف دولي رئيسي طريق الولايات المتحدة، واعترف بأن الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب، ولا حتى فرنسا التي هي أهم حليف للمملكة في أوروبا.
واعتبر المغرب بلدا أساسيا في السياسة الخارجية الإسبانية، وبأن الرباط على علم بذلك، وعلى علم بحجم التعاون المشترك الذي يجمع البلدين.
يُشار إلى أن ملك إسبانيا، فيليب السادس، قد تحدث عن المغرب، أثناء الاستقبال التقليدي للسلك الدبلوماسي المعتمد بالبلاد، والذي غابت عنه سفيرة المغرب بمدريد، كريمة بنعياش. وقد كان مما جاء فيه ” ” لقد اتفقت حكومتنا مع المغرب على القيام معا بإعادة تحديد العلاقة للقرن الحادي والعشرين، على أسس أقوى وأقوى، والآن، يجب أن تسير كلتا الدولتين معا للبدء في تجسيد هذه العلاقة الجديدة”.
تعليقات الزوار ( 0 )