شارك المقال
  • تم النسخ

كعكة إيرانية تجمع الغنوشي بوزيرين تونسيين.. ما هي رسالة طهران في ذكرى “الثورة الإسلامية”؟

أثارت صورة تجمع وزيرين في الحكومة التونسية مع شخصيات بارزة في المعارضة، جدلا واسعا في البلاد، حيث توقع البعض أن تؤدي إلى الإطاحة بالوزيرين المذكورين.

ونشرت صفحات اجتماعية صورة لرئيس البرلمان السابق ورئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، والأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، مع وزيري التربية، محمد علي البوغديري، والشؤون الدينية، إبراهيم الشايبي، وهم يقومون بقطع قالب حلوى في السفارة الإيرانية احتفاء بالذكرى 44 للثورة الإسلامية.

وأثارت الصورة جدلا واسعا، وخاصة أنها ضمت أيضا شخصيات يسارية مؤيدة للرئيس قيس سعيد على غرار زهير المغزاوي الأمين العام لحركة الشعب، ومباركة البراهمي، أرملة محمد البراهمي والقيادية في حركة التيار الشعبي، والتي نشرت “توضيحا” اتهمت فيه الغنوشي والشابي بـ”إقحام” نفسيهما في عملية قطع قالب الحلوى برفقة البوغديري والشايبي والسفير الإيراني، محمد رضا رؤوف شيباني.

وعلق الباحث والناشط السياسي سامي براهم على ما كتبته البراهمي بقوله “عندما كان القوميّون واليساريّون يحاربون إيران ويصمونها بدولة الملالي الفارسية المجوسيّة القروسطيّة، كانت السلطة تطلق على الغنوشي وجماعته (الخمينيين عملاء إيران). سبحان مبدّل الأحوال، أصبح القوميّون واليساريّون ينافسون الغنوشي على خطب ودّ إيران!”.

وكتب المحلل السياسي نصر الدين السويلمي: “تيارات استئصاليّة كانت إلى وقت قريب تصنّف إيران كعدو أكبر بل كشيطان أكبر، أصبحت اليوم في غاية الفخر بدعوتها إلى سفارة إيران بتونس، وتستغرب من دعوة السفارة الغنّوشي في الذكرى الــ 40 للثورة الإيرانيّة. لقد أذهب شيخ العقد التّاسع عقولهم ففقدوا البوصلة، وإلّا ألا تدرك هذه الشلّة التي تشرق اليوم بالغبطة لمجرد دعوتها من سفير إيران في تونس أنّ الثورة التي يحتفلون بعقدها الرّابع مع سفير في سفارة التقى الغنّوشي زعيمها الخميني في باريس حين كانت الثورة مشتعلة في العام 1978”.

وأضاف “هذه الأقليّات المنبّتة كانت إلى وقت قريب تسمّي أبناء الحركة الإسلاميّة بالخمينيّين، واليوم لمجرّد أنّ إيران دعمت سفّاح الشّام أصبحوا يتباهون بدعوة السفارة ويلتفتون إلى العقد التّاسع يسألون من هذا؟ يتمسّحون بدولة إسلاميّة شيعيّة يستعملون مؤسّساتها للطعن في الإسلاميّين، يتباهون بحزب إسلامي شيعي، ويتفاخرون بانتصاره على أحزاب إسلاميّة سنيّة!”

وكتب ثامر بديدة، القيادي في حراك “25 يوليو” المؤيد لسعيد “حراك 25 تموز، يرفض دعوة السفارة الإيرانية للاحتفال بالعيد الوطني الإيراني وتم إبلاغ الرئاسة ووزير الداخلية بموقف الحراك كتابيا. الاحتفال حضر فيه الغنوشي وجبهة الخلاص والشابي ووزير التربية والتعليم محمد علي البوغديري.عاش الحراك”.

وعلق المحلل السياسي، بولبابة سالم بالقول “لأول مرة قالب حلوى قد يتسبب في تغيير حكومي!”.

ودون الباحث أنس الشابي ” الصورة تؤكد ما قلنا سابقا من أن قيس سعيد يتحرك ضمن الفضاء الإيديولوجي للحركات الإسلامية عموما وهو حريص على تنفيذ أهدافها المعلنة والسرية، وإلا فبماذا نفسر الإصرار على حماية بؤرة القرضاوي والإبقاء على نهضوي (في إشارة لوزير الشؤون الدينية) في موقع حساس يشرف على ما يقارب 5000 مسجد في بلد ما زال لحدّ الآن يصارع من أجل تحريرها من قبضة الإرهاب، وتعيين خصم لاتحاد الشغل (وزير التربية) بهدف مناكفته خدمة لما صاغه الغنوشي، والامتناع عن نشر قائمة اسمية في الذين تحصلوا على تعويضات خصوصا من الذين تصدروا المشهد السياسي بعد سنة 2011 وبقوا على العهد مدافعين عن النهضة صاحبة الفضل بما أغدقت عليهم من أموال وعدم الجدية في فتح ملفات التسفير والتنظيم السري والجمعيات رغم أنها تهدد الأمن الوطني ووجود الدولة ذاتها؟”

فيما استعاد البعض جدلا قديما يتعلق بـ”علاقة” الرئيس قيس سعيد بإيران، والتي سبق أن أثارها المفكر أبو يعرف المرزوقي عام 2020 حين وصف سعيد بـ“دمية إيران”، معتبرا أنه يقوم بتنفيذ أجندة “الثورة المضادة في تونس”، وهو ما عرضه حينها لموجة من الانتقادات.

كما تعرض سعيد قبل أشهر لانتقادات كبيرة من المعارضة بعد استعانته بفيلسوف فارسي وتقديمه كفقيه عربي للرد على من يعارض حله للمجلس الأعلى للقضاء.

(القدس العربي)

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي