سلط الكاتب الصحفي الإسباني، بيدرو كناليس، الضوء، على الانتقادات الحادة التي وجهها مؤخرا، القيادي في “البوليساريو” الانفصالية، البشير مصطفى السيد، شقيق مؤسس الجبهة، إلى زعماء التنظيم حاليا، وذلك بسبب الإعلان عن دخول حرب ضد المغرب، بالرغم من أنهم لا يمتلكون الوسالئ اللازمة لكسبها.
وقال كناليس في مقال نشرته مجلة “أتالايار”، إن البشير، الذي يعتبر من مؤيدي “القتال” و”الأعمال التخريبية من داخل المغرب”، شدد على أنه، بدل ملاحقة “سراب تحرير الصحراء بالسلاح”، يجب العمل على “انضمام (الجمهورية الوهمية) إلى منظمة الأمم المتحدة”.
وفي تعليقه على الأمر، أكد كناليس، أن “قبول دولة جديدة في المنظمة الدولية، يتطلب سلسلة من الشروط الضرورية”، معتبراً أن “البوليساريو في الوضع الحالي لا يمكنها الوصول إلا، إلى أول الشروط، وهو كتابة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطلب فيها قبولها، وتؤكد قبولها لميثاق المنظمة”.
أما الشرط الثاني، يضيف الكاتب الإسباني، فلن تستطيع “البوليساريو” تحقيقه، ويتعلق بأنه بمجرد توصل الأمين العام بالرسالة، فإنه سينقلها إلى مجلس الأمن، الذي عليه أن يوافق على قبول العضو الجديد بأغلبية 9 أصوات من أصل 15، على أن يكون، من ضمن هذه الأغلبية، كافة الأعضاء الخمسة الدائمين”.
وشدد كناليس، على أن هذا الأمر لن يحدث، لأن الولايات المتحدة لن تصوت إيجابا على قبول “الجمهورية الوهمية” كعضو جديد في الأمم المتحدة، وربما، يضيف، لن تفعل ذلك فرنسا أو بريطانيا أيضا. ولكن، يتابع الكاتب نفسه، “حتى في حالة افترضنا حدوث ذلك، وموافقة مجلس الأمن على الطلب، فإنه سيضطر إلى إحالته إلى الجمعية العامة لاعتماده، وهو ما يتطلب موافقة ثلثي الأعضاء، أي 128 دولة من أصل 192”.
وهنا يأتي العائق الثاني، حسب كناليس، والذي يستحيل على “البوليساريو” حله، ويتلق بعدد البلدان التي قد توافق على انضمام الجبهة إلى المنظمة، مبرزاً أنه في “أوقات القبول السياسي الكبير، وبفضل الجهاز الدبلوماسي الفعال للجزائر خلال التسعينات والربع الأول من القرن الحالي، تم الاعتراف بـ(الجمهورية الوهمية) من قبل 84 دولة، وهو رقم بعيد عن 128 صوتا التي تتطلبها الجمعية العامة لقبول المرشح الجديد”.
واسترسل الكاتب، أن هناك “عائقا ثالثا لا تستطيع البوليساريو تحقيقه. لأن اعتراف الأمم المتحدة بـ(الجمهورية الوهمية) كدولة شيء، والقبول بأن الجبهة وآليتها الحكومية تمثلها حصريا شيء آخر”، مبرزاً أن “ممثلين مختلفين عن الأمانة العامة للأمم المتحدة، التقوا مرارا وتكرارا مع ممثلي التيارات الصحراوية غير المنضوية أو الممثلة في الجبهة، مثل حركات خط الشهيد، والجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، وحركة صحراويون من أجل السلام”.
ونبه المصدر، إلى أن هذه الحركات، لا تنتمي إلى “جبهة البوليساريو”، لذلك، فإنه حتى “في حال افترضنا أن الأمم المتحدة اعترفت بـ(الجهورية الوهمية)، فإن المنظمة العالمية ستبذل كل ما في وسعها حتى تعمل على أساس معايير ديمقراطية وتمثيل جميع مكوناتها الاجتماعية والثقافية والسياسية”، وهو الأمر الذي يجعل “البوليساريو” تواجه المخاطر.
تعليقات الزوار ( 0 )