قال القيادي السابق في جبهة البوليساريو الانفصالية، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المقيم حاليا في موريتانيا، إن المغرب جعل مناطق الأقاليم الجنوبية، واحدةً من أفضل وأرقى المدن التي تتواجد بالصحراء الكبرى الممتدة من الأطلسي إلى النيل، في الوقت الذي لم توفر فيه جماعة الرابوني أبسط شروط العيش للسكان شرق الحزام الأمني، وتواصل سياسة التفقير والتجهيل والتهجير.
وأضاف مصطفى سلمى على حسابه الشخصيّ بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “بماذا سنسمي تواجد قوات جبهة البوليساريو التي لا يعترف لها أحد بالسيادة في المناطق شرق الحزام؟ أليست قوة محتلة؟؟؟”، منتقداً في التدوينة التي افتتحها بالآية الكريمة: “يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم”، بشدةٍ، مصطلح المناطق المحتلة الذي تُطلقه جماعة الرابوني على مدن جنوب المغرب.
وأوضح سلمى بأن مصطلح المناطق المحتلة، تُطلقه “جبهة البوليساريو وأنصارها على الأراضي الصحراوية غرب الحزام، تحت ذريعة أن المغرب لم يعترف له بعد دوليا بالسيادة على الأراضي الصحراوية”، متابعاً: “بنفس المنطق الذي قيل به إن المغرب محتل للشطر الغربي من الصحراء، بماذا نسمي تواجد قوات البوليساريو التي لا يعترف لها أحد بالسيادة في المناطق شرق الحزام؟ أليست قوة محتلة؟؟”.
وتابع القائد السابق لشرطة البوليساريو، بأن هذا “عن الحيازة، فماذا عن الأفعال؟”، مجيباً: “في شطر الأقاليم غرب الحزام عمر المغرب الأراضي وشقّ الطرقات، وجعل مدنها من أحسن وأرقى مدن الصحراء الكبرى الممتدة من الأطلسي إلى النيل، وأكثرها جذباً للسكان والاستثمار، وبها من القنصليات أكثر مما في أية دولة إفريقية”.
وتساءل: “بماذا عمرت البوليساريو المناطق الصحراوية شرق الحزام؟”، مسترسلاً: “لم تعمل جبهة البوليساريو طيلة نصف قرن من تواجدها في الشطر الشرقي من الصحراء على توفير أبسط ضرورات الاستقرار”، متابعاً بأنها لم توفر الغذاء لسكان المناطق شرق الحزام، بل تركتهم يتكبدون عناء السفر للبحث عن الطعام في المناطق القريبة.
وأشار إلى أن الجبهة تركت السكان “يتكبدون عناء السفر نحو الأسواق الجزائرية والموريتانية البعيدة لجلب المؤونة، في الوقت الذي تُوفر فيه الجبهة كلّ الاحتياجات لجنودها المتواجدين على طول الشريط الصحراوي شرق الحزام”، مضيفاً بأن جماعة الرابوني: “لم توفر مواد البناء التي هي أدنى شروط الإعمار في أي من المناطق شرق الحزام”.
ومضى سلمى يقول في التدوينة نفسها: “قليلة جداً هي الآبار التي حفرتها البوليساريو في المنطقة، وأغلبها مخصص لتغطية احتياجات جنودها من الماء”، متابعاً: “لا توجد مدرسة واحدة بدوامٍ منتظم في المناطق شرق الحزام”، و”لا توجد مزرعة واحدة شرق الحزام”، مشدداً على أن البوليساريو اختتمت نصف قرن من احتلالها للأراضي الصحراوية شرق الحزام، بأكبر جريمة تهجير جماعي، منذ السبعينات.
وأبرز الشخص نفسه، بأن جماعة الرابوني، قامت بعد 13 من نوفمبر الماضي، بطرد كلّ سكان المناطق الصحراوية شرق الحزام الأمني، وجعلتهم يلتجئون للأراضي الموريتانية المجاورة دون أن تهتم لمصيرهم ومصالحهم التي تضررت، مختتماً: “إذا كانت البوليساريو وأنصارها، يصفون المغرب بالمحتل، فالجبهة المنظمة المسلحة تحتل شطراً من الأراضي الصحراوية بالقوة، وتمارس أسوأ ما في الاحتلال من تفقير وتجهيل وإبعاد وتهجير”.
تعليقات الزوار ( 0 )