خلال عملية سطو في مدينة موكادور، صرخ اللّص مُوجّهاً كلامه إلى الموظفين الموجودين داخل البنك:
لا تتحركوا فالمال مَالُ الدَّولة و هو مِلْكُ لَها أمَّا حياتُكم فَهِيَ مِلْكٌ لكم !!!
بعدَها اسْتَلْقَى الجميع على الأرض بكل استرخَاء و هدوء.. إستجابةً لأوامر الرجل رقم 1 في المجموعة. 1- ” وهذا ما يُسَمَّى بمفهوم تغيير طبيعة التفكير اللَّحظي ” إنها القاعدة الأولى في لِوُلُوج أكاديمية زُحل اللُّصوصية.
و هكذا عندما انتهى اللصوص من السرقة قال أصغرهم سِنّاً (و هو الحبيب عند الصَّنم والمَرجع الأكبر) لِزَعيم الشَّبكة العنكبوتية و حَامِيهَا:
يا زعيم دَعْنَا نُحْصِي كَمْ مِنَ الأموال سَطَوْنَا عليها من بنك موكادور.
قام الزعيم بِنَهْرِه على الفَوْر وقال له: – أنت غَبِيّ ؟! هذه كمية هائلَة من الأموال وتأخذ منا وقتاً طويلاً لِعَدِّهَا، الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم حَصلنَا عليه من الأموال خلال هذه العملية!!*
“هذا ما يُسَمّى في ثقافة المَرصَد بالخبرة والإستشارة”
في هذه الأيام الإستشارة والترصّد أكثر أهمية من القيم والمبادئ والمؤهلات الفكرية والأخلاقية.
و بعد أن غادر اللصوص الوكالة البنكية، قال مدير البنك لمدير الفرع:
إتصل بالشرطة بسرعة، ولكن مدير الفرع قال له : إنتظر دَعْنَا نأخذ 10 ملايين من الدولارات ونحتفظ بها لأنفسنا ونضيفها إلى 70 مليون دولار التي قمنا بإختلاسها سابقاً !!
” هذا ما يُسَمَّى بالسباحة مع التيار وتحويل الأوضاع لِصَالِحك ولِمَصْلَحتك” هكذا فَعل زُحل بعد خروجه المُذلّ من التركيبة الحكومية والسطو على السَّكن الوظيفي مع رفض أداء الوظيفة المهنية في المدرجات الجامعية لأنه عاشق للريّال (جنسيته المُفضّلة) في المدرجّات الكُرَوية (حذاري يا لقجع من المتسلّق والمتملّق زُحل الذي نصَّبَ نفسه بطلاً في السياسة وقد ينتقل لِمجال الرياضة بحكم الإستثمارات الهائلة على غرار مشروع تامسنا وبرنامج مسار…إلخ).
مباشرة بعدها قال مدير البنك : إذن سيكون الأمر رائعاً إذا كان هناك سرقة كل شهر …
“هذا ما يُسَمَّى بالتَّمَادي والتَّمَاهي” إنها القاعدة الرابعة التي يُجيدُها زُحل بإمتياز.. حتى أضحى مُتخَصِّصاً في تنزيلها على أرض الواقع كَمَهارَة حيَاتية..
وفي اليوم التالي ذكرت وكالات الأخبار أن 100 مليون من الدولارات تمت سرقتها من البنك !!
مباشرة بعد إلتقاط الخبَر (كما هو حَال المَرصَد) قام اللصوص بِعَدِّ النقود المرة تلو الأخرى، وفي كل مرة كانوا يجدون أن المبلغ هو 20 مليون دولار فقط. غضب اللصوص كثيراً وقالوا نحن خاطرنا بِأنفُسِنَا من أجل 20 مليون دولار ومدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه، يبدو أنه من الأفضل أن تكون مُتعلماً بدلاً من أن تكون لصّاً… إنها مهارة soft-skills عند العلاَّمة زُحل و مَن وَالاَه مِن لبْهَالِيل…
“هذا ما يُسَمَّى بِ المعرفة تساوي قيمتها ذهباً “
كان مدير البنك يبتسم سعيداً/زُحَلاً لأنه أصبح مليونيراً وجميع خسائره في البورصة تمَّت تغطيتها من خلال هذه العملية/السرقة.
“هذا ما يُسَمَّى باقتناص الفرصة”.
فاللصوص الحقيقيون هم غالباً ذوو المناصب العليا لكنهم لصوص بالشهادات الجامعية… إنه واقعنا اليوم وإنه الوباء المستشري في عروق النُّخبة المُزَيفة الحَاملة لِثَقَافة الوَهم…والتي جَسَّدها جَيلُ زُحل بِقلَّة احترام واقتدار❗
تعليقات الزوار ( 0 )