شرع المغرب أمس الجمعة، في حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، بعد شهور من الانتظار والترقّب، غير أن اللافت في أول أيام العملية، هو قلة توافد المستهدفين من المرحلة الأولى من التّطعيم الذين يزيد سنهم عن الـ 75 سنة، باستثناء الموظفين في الصفوف الأمامية، الذين حرصوا على الحضور لتلقيح أولى جرعات اللقاح.
وبالرغم من تواجد السلطات الصحية والمحلية، بـ”دار الولادة”، بزايو، واستعداد الأطر التمريضية التامّ من أجل الشروع في التلقيح، إلا أن المستوصف الذي أعدّته الجهات الوصية ليكون أحد مراكز التلقيح بالمنطقة، لم يعرف وصول أي شخص من المجموعة الأولى، باستثناء موظفي الأمن والصحة والداخلية والتعليم المستهدفين.
وأرجع مواطنون، هذا الأمر، إلى فجائية الحملة، التي لا يفصل بين وصول أول جرعات التلقيح، الجمعة الـ 22 من يناير الجاري، وانطلاقها يوم الجمعة الـ 29 من الشهر نفسه، سوى أسبوعٍ واحد، وهو ما يُصعّب علم كافّة المعنيين بالتطعيم بالأمر، خصوصاً أن الفئة المستهدفة في المرحلة الأولى، هي التي يزيد عمرها عن الـ 75 سنة.
وأوضح مواطنون في تصريحات لجريدة “بناصا”، بأن وزارة الصحة مسؤولة عن قلة توافد المعنيين أيضا، لأن الوزير خالد أيت الطالب، كان إلى وقتٍ قريبٍ ينفي علمه بموعد انطلاق التطعيم، إضافة إلى أن رئيس الحكومة هو الآخر، قال قبل 48 ساعة من توصل المملكة بأولى جرعات التلقيح، إنه لا يعلم متى ستنطلق العملية.
وشدد المتحدثون على أن تصريحات الحكومة ووزارة الصحة، كانت توحي بأن العملية لن تنطلق قريباً، منبهين إلى أن السلطات المحلية هي الأخرى، مسؤولة عن عدم توافد المواطنين على مراكز التّلقيح، لأنها حسبهم، “لم تقم بما يجب أن تقوم به، من حملات توعوية أو إخبارية، لتصل المعلومة لكافة المغاربة”.
ويرى متحدثون لـ”بناصا”، بأن دور السلطات المحلية كان سيكون حاسماً في هذه الحملة، لو أنها خرجت في دوريات كما كانت تفعل خلال مرحلة الحجر الصحيّ، وساهمت في إخبار المواطنين بأن التلقيح سينطلق، مع توضيحها للإجراءات التي يجب على المسنين القيام بها لمعرفة مركز التلقيح الخاصّ بهم، وبقية التدابير التي عليهم القيام بها.
واعتبر آخرون بأن طبيعة الفئة المستهدفة من عامّة المواطنين في المرحلة الأولى، تعدّ العامل الأساسي لقلة المُلقَّحينَ، لأن المسنين الذين يزيد عمرهم عن الـ 75 سنة، في الغالب، يصعب عليهم التنقل للمراكز من أجل الخضوع للتّطعيم، وهو ما حال دون مجيء عددٍ كبيرٍ منهم.
وفي المقابل، عمدت السلطات المحلية في مجموعة من المناطق الأخرى، بالفعل، إلى توجيه استدعاء للأشخاص المعنيين بالتلقيح، حرصاً منها على علمِ كافة المستهدفين بالأمر، مثل ما فعله مسؤولو قيادة رأس العين، بدائرة بني أحمد الجنوبية التابعة لعمالة إقليم سطات، الذين قاموا بإرسال استدعاء للمواطنين لإشعارهم بتاريخ ومكان التلقيح.
يشار إلى أن حملة التلقيح انطلقت بشكل رسمي الجمعة، في مختلف جهات المملكة، حيث ستشمل موظفي الصف الأمامي من أمن وصحة وجيش وتعليم، إلى جانب المواطنين الذين يزيد عمرهم عن الـ 75 سنة، في انتظار التوصّل بباقي جرعات اللقاح، لتطعيم 80 في المائة من ساكنة البلاد بغية اكتساب مناعة جماعية.
تعليقات الزوار ( 0 )