شارك المقال
  • تم النسخ

“قلعة صنهاجة”.. معلمة تاريخية بالريفِ المغربيّ تغري السّياح والباحثين

على بعد حوالي 50 كيلومترا عن مدينة الحسيمة، بقبيلة بني بوفراح، تتواجد “قلعة صنهاجة”، أو “قلعة طوريس”، وهي بناية شيدها البرتغاليون خلال الغزو الأيبيري للمنطقة، ويرجعها باحثون للقرن الخامس عشرَ، تعتبر من أبرز الوجهات السياحية بالريف، حيث يقصدها الزوار المغاربة والأجانب على حدّ سواء.

تقع قلعة صنهاجة فوق تلّ، على ارتفاع حوالي 91 متراً عن سطح البحر، ما جعلها في السابق، نقطة إستراتيجيةً، للمراقبة، حيث يوفر الوقوف بها، مجال رؤية واسعٍ، على مستوى الشاطئ والبحر، إضافة إلى البرّ، الشيء الذي منح البرتغاليين وبعدهم الإسبان، فرصة البقاء على يقظة دائمةً من أي خطر قد يهددهما.

تستقطب هذه المعلمة، في العادة، الآلاف من السيّاح سنوياً، غير أن الظرفية الاستثنائية التي يعيشها المغرب والعالم، والتي فرضت إغلاق الحدود الجوية، وتوقيف السياحة، ساهم في غياب الزوار عن القلعة، غير أن الباحثين في التاريخ، ما زالوا يتوافدون عليها، بين الفينة والأخرى.

كانت القلعة، قد شارفت على الزوال، بعد أن صارت مجردَ، أطلالٍ متفرقةٍ، وأكوامِ حجارةٍ متناثرةٍ، قبل أن تتحرك السلطات الوصية، وتقرر ترميمها، لتعيد الحياة من جديد إلى هذه المعلمة التاريخية، الأمر الذي لاقى استحسانا واسعاً من طرف الجمعيات المهتمة بالمجال، والباحثين في ترايخ المنطقة والمغرب عموماً.

تعد القلعةُ تحفةً معمارية غنية، تجمع المعمار المغربي الأصيل بالهندسة المعمارية الإيبيرية، وتشكل دعامةً أساسيةً في التعريف بالشمال المغربي والريف خاصة، وتاريخه الطويل، الذي يعيده البعض إلى ما قبل التاريخ المرجحِ (القرن 15)، حيث يتحدث باحثون عن بناء هذه المعلمة، خلال حكم الدولة الموحدة أو المرينية.

وفي سياق الحديث عن قلعة صنهاجة، تواصلت جريدة “بناصا”، مع إلياس أعراب، نائب رئيس حمعية أمازيغ صنهاجة الريف، الذي قال إن “القلعة، المتواجدة بجماعة بني بوفراح، والتي تعرف أيضا بقلعة طوريس، هي واحدة، من أهم المآثر العمرانية التي تزخر بها منطقة صنهاجة والريف، حيث يعود تاريخ بنائها إلى القرن 15، وهي قلعة عسكرية تتكون من خمسة أبراج تطل على البحر الأبيض المتوسط”.

وأضاف أعراب في تصريحه بأن “ترميم القلعة، وإعادة تسميتها باسمها الحقيقي، قلعة صنهاجة، بدل طوريس، كان خطوة كبيرةً نحو استثمار هذه المعلمة لإنعاش السياحة بالمنطقة، وجعلها قبلة للزوار المغاربة والأجانب، بعد سنوات من التهميش، التي تحولت فيها إلى أطلال”، منبهاً إلى أن جمعية أمازيغ صنهاجة الريف، سبق وطالب بالترميم في عدة مناسبات.

وأشار المتحدث، إلى أن الجمعية المذكورة، سبق وطالب، في عدة محطات، من بينها الندوة الدولية التي نظمتها الجمعية بالكلية متعددة التخصصات بمارتيل، والتي دعت عبرها، إلى “ضرورة إعادة الاعتبار للأسماء التاريخية للمنطقة كقلعة صنهاجة، وضرورة ترميم كل المآثر التاريخية، من بينها القلعة المذكورة، ودار المقيم العام الإسباني بتارجيست (دار فالينو)، واستعادة تمثال يانو أماريو من سبتة”.

وتطالب جمعية أمازيغ صنهاجة الريف، بمساعدة أصحاب المآوي القروية المتواجدة قربة قلعة صنهاجة، وتأهيل منازلهم لاستقبىال الزوار، في ظل غياب وحدات فندقية، مع ربط المناظر الجبلية السياحية مع نظيرتها الساحلية، عبر وضع مسارات واضحة للسياح، تضم أهم النقط والمناطق التي يمكن زيارتها، من جبل تدغين، ومنتزه تيزيفري، وصولاً لقلعة صنهاجة ومسجد مسطاسة التاريخيين”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي