شارك المقال
  • تم النسخ

قضية “ميشان” تواصل كشف مآسي ضحايا البوليساريو في مخيمات تندوف بالجزائر

تواصل قضية ميشان، الذي أهملته جبهة البوليساريو الانفصالية بعدما قامت برميه إلى جانب مجموعة من الشبان المحتجزين في تندوف، شرق الجدار الأمني، من أجل تدعيم دعايتها لوجود حرب ضد المغرب، في فضح المآسي التي يعانيها سكان المخيمات على التّراب الجزائري.

وبالرغم من كلّ المحاولات التي قامت بها عائلة الضحية، من أجل أن ينال ابنها الحق في العلاج في إحدى البلدان الأوروبية، على شاكلة قيادة الجبهة التي يتم نقلها لأفضل مستشفيات القارة العجوز من أجل الاستشفاء، إلا أن مسؤولي البوليساريو، رفضوا، بشكل قاطع الأمر، عبر سلسلة من التسويفات والتماطل، تاركين ميشان، يواجه مصير العمى الأبدي، بسبب الإصابة البليغة على مستوى عينيه.

وكشف عائلة ميشان، في رسالة اطلعت عليها “بناصا”، تفاصيل القضية منذ بدايتها، حيث قالت إن المعاناة بدأت بعدما توصل شقيق ميشان، باتصال هاتفه مفاده أن أخاه واثنين من رفاقه، عادوا من “ساحة المعركة”، وهم يعانون من جروح متفاوتة الخطورة نتيجة قصف جوي للقوات المسلحة الملكية المغربية، أثناء اقترابهم من الحزام الأمني، قرب الناحية العسكرية الثانية.

وأضافت أن الاتصال، طلب “منا الحضور إلى مستشفى الشهيد بلة احمد زين، قصد رؤيته، وعند باب الشفى أخبرونا أن ميشان لا يتواجد هنا ولا يعرفون أين يذهب وسألنا عن حجم الإصابة فقالوا إنها ليست خطيرة وإنهم ليسوا موكلين بإعطاء التفاصيل”، متابعةً أن “من هنا بدأت الرحلة بعد عدة اتصالات بالمستشفيات وردنا اتصال من خالي الذي يعمل في مستشفى تندوف، أن أخي دخل لغرفة العمليات بشكل استعجالي”.

وأوضحت الرسالة أن “أحدا لم يستطع التعرف عليه، بسبب الحالة التي كان عليها، بعدها قدمنا إلى المستشفى المذكور حوالي الواحدة زوالا، وقابلنا الطبيب المشرف على الحالة الذي كان أقسى إنسان واجهته في حياتي، أخبرنا ببرودة دم أن الجريح سوف يصبح كفيفاً، إضافة إلى أنه يعاني من جروح متفرقة وأن الإصابة كانت خطيرة، وأن ميشان تجاوز مرحلة الخطر، وتدارك الحال”.

واسترسلت الرسالة، التي كتبها شقيق ميشان، أن الطبيب حاول أن يطمئن العائلة قائلاً: “أن يفقد الإنسان بصره خير من أن يفقد حياته”، متابعةً: “من هنا كانت الصدمة التي لم نستطع تجاوزها إلى الآن. بعدها انتظرنا خروجه من العملية لكي تقر أعيننا برؤيته وكان لنا ما أردنا حوالي السابعة مساءً، ولكن ليس نفس الشخص الذي ودعناه منذ أزيد من شهرين، وكلنا أمل أنه سيعود كما غادر”.

وزاد الشقيق: “بعدها دُفع إستعجاليا إلى مستشفى عين النعجة في العاصمة الجزائرية أين أكمل علاجه وفعل الأطباء ما بأيديهم، وعندها أخبروه أنه ليس لديه من حل إلا الخارج من أجل إجراء العملية الجراحية”، مضيفةً أن فصلا جديدا من الحكاية، هو أشد ألما، بدأ بعدها، وهو فصل متسم بـ”الإهمال والتماطل”، من طرف البوليساريو.

بعد أن استقر ميشان في المشفى العسكري، ومن أجل ربح الوقت، تقول الرسالة، “بدأنا في الرحلات إلى الرابوني لأجل إيجاد حل ينهي معاناة أخي ومن هنا بدأ مشروع الانتظار، والوعود الكاذبة بداية بحجج انتظار تقرير يأتي من عين النعجة، وثم يجب إجراء جوازات السفر لتنتهي المرحلة الأولى من المشروع سالف الذكر بأن طرق السفر مغلقة بسبب الكوفيد”.

وواصل شقيق ميشان: “بما أننا كنا ما نزال نصدق النظام (البوليساريو)، انتظرنا إلى فتح الطرق بداية شهر يونيو الفارط، يعني مرور خمسة أشهر على المعاناة، بعدها عادت الرحلات العائلية إلى الرابوني، ليواجهنا النظام هذه المرة بأسلوب عدم الاستقبال والتخفي، هنا نفد ما كان في جعبتنا من صبر، وقمنا بعمل وقفة سلمية عند الأمانة العامة تزامنا مع انعقاد اجتماع لها”.

وأشارت الرسالة، إلى أن القيادي في الجبهة، البشير مصطفى السيد، واجه المحتجين، و”نعتنا بأننا لا نختلف عن أصحاب المعارضة وقطاع الطرق، لتستمر الوقفة إلى غاية انتهاء الاجتماع حوالي الخامسة مساءً، وذلك بعد أن استدعانا الوزير الأول ووزير الصحة والبرلماني العسكري، مشترطا حضور الجريح أو والده وتم الاجتماع وكانت نتيجته تعهد بإنهاء الأزمة فور قدوم القنصل الإسباني للجزائر”.

ونبه إلى أنه، عقب ذلك بدأت فصول جديدة، وهي انتظار معالجة القنصل الإسباني للملف، “وبداية مشروع المراسلات بين وزير الصحة والمسؤول في العاصمة، بتاريخ اليوم الثاني من غشت أي مضت 7 أشهر وخمسة أيام على قدوم ميشان جريحا من الميدان، متأثرا بجروحه فاقد لبصره يعاني ألم الرأس والإعماء والأشد من ذلك يعاني ألم الإهمال والمماطلة والكذب والتسويف”.

وعقب هذه التطورات، جدّدت عائلة ميشان والمتعاطفين مع حالته الاحتجاج في الرابوني ضد قيادة البوليساريو، غير أن وقفتهم جوبهت بتدخل عنيف من طرف عناصر الجبهة الانفصالية، في واقعة عرّت الوضع الكارثي الذي تعانيه ساكنة المخيمات، خصوصاً على المستوى الصحي، في ظل استغلال مسؤولي “الرابوني”، لجميع المساعدات المقدمة، للأغراض الشخصية.

وفي تعليقه على الأمر، قال مصطفى سلمى، المفتش العام السابق لأمن البوليساريو، إن “حالة ميشان ذكرتني ببرنامج إذاعي كانت تبثه البوليساريو فترة الثمانيين عنوانه دفعوه إلى الموت فعاش تنتقد فيه المغرب، فاليوم شبابها الذي غررت به و دفعته للانتحار امأم الجدار الدفاعي المغربي، لا هو بميت ولا عائش بينما ينعم القادة و اسرهم بحياة مترفقة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي