دفع قرب انهيار جبهة البوليساريو الانفصالية، الدولة الجزائرية، الراعية الرسمية للتنظيم الإرهابي الذي يتخذ من تندوف مقرّاً له، إلى تكثيف دعمها له، والتكفل بتدريب مجموعة من المقاتلين التابعين لجماعة الرابوني، داخل المدارس العسكرية بالجارة الشرقية للمغرب، في تطوّر جديد يؤكد للعالم تطور نظام الجنرالات في النزاع المفتعل جنوب المملكة.
وقال منتدى “فورساتين”، إن النظام الجزائري “اضطر للخروج دفاعاً عن مشروعه، ولينقذ جبهة البوليساريو الصريعة، وينعش الآمال في إحيائها، ويخرجها من المجهول ويعيدها لسكة الطريق التي وجدت من أجلها خدمة للجزائر ولا شيء غير الجزائر، فقام النظام بتسيير المخيمات، وقدم المساعدات، ونقل القيادة للعلاج، وقدم كل ما يمكنه من دعم لتفوز البوليساريو في الحرب دون فائدة”.
وأضاف أنه “بعد توالي الهزائم والخيبات، وظهور ضعف قيادة البوليساريو في التسيير ونقص في الخبرة القتالية والتعامل مع الميدان، وجه النظام الجزائري الدولة برمتها لدعم جماعة الرابوني، فاستقبل الرئيس عبد المجيد تبون، إبراهيم غالي”، وتحركت الأموال والطائرات، وصرفت الملايين، يتابع المصدر، وأخيرا جيء بأصناف من التابعين للجزائر للخضوع للتدريبات العسكرية المكثفة.
وتابع المنتدى على أنه، بالرغم من كل هذا، إلا أن الفشل ظلّ السمة البارزة في مسار جبهة البوليساريو التي استمدتها من النظام الجزائري، منبهاً إلى أنه حين أراد الأخير تدريب مقاتلين من جماعة الرابوني، قدمتها القيادة أبناءها وأبناء الأطر المهمة داخل التنظيم، واعتمدتلا القبلية والمحسوبية في الانتقاء، وبعثت بمن لا علاقة لهم بالميدان، فتدربوا ونالوا الشهادات العسكرية.
وأوضح المصدر أن هؤلاء، باتوا شهداء على “الدعم الجزائري المطلق لجبهة البوليساريو، وأيضا شهداء على تلاعب القيادة بمصيرها، ولم تتوانى وهي تعيش لحظاتها الأخيرة، أن تستغل كل فرصة في سبيل إظهار فسادها وحبها لنفسها”، مردفاً أن “الجزائر دربت وجهزت وكونت من أجل أن تعيد الجبهة التي فشلت عسكريا وسياسيا، إقليميا ودوليا”.
هذا، وتوقع منتدى “فورساتين”، أفول البوليساريو، وقرب انهيارها، بعد فشل كل المخططات التي هدفت إلى إنقاذها، مضيفاً أنه في الوقت الذي تعاني فيه جماعة الرابوني، من مضاعفات الفشل، وتدخل شيئا فشيئا في غيبوبة سياسية توحي بنهايتها، يحاول النظام الجزائري، إنعاشها بشتى الوسائل والطرق، ويسعى لإرجاع النشاط لأطرافها المتهاكلة.
وشبه المصدر ما يقوم به النظام الجزائري لإنقاذ البوليساريو، بإخضاع الطبيب المريض لصدمات كهربائية متتالية من أجل إعادة النبض لقلبه المتوقف، مسترسلاً أنه “منذ إعلان قيادة الرابوني، الحرب من طرف واحد، والهزام تتوالى والمشروع يتهاوى، وبدل أن تحارب “جمهورية تندوف” المغرب، صارت تحارب نفسها بنفسها دون أن يلحق أي شيء بالمملكة”.
وأردف “فورساتين” أن “المغرب يمرّ في المقابل، بفترة ازدهار غير مسبوقة، ويحقق نتائج دون أن يحرك ساكنا، وينتصر ميدانيا دون استعمال جندي واحد، ويعترف له العالم بالأمن والاستقرار”، بل، يضيف المنتدى، “يستقبل الوفود وينظم الرحلات جهارا نهارا لكل الأماكن التي تدعي البوليساريو قصفها، ويفضحها بالدليل المادي والبرؤية المباشرة بالعين المجردة”.
واسترسل أن المغرب، أقام مناورات عسكرية بالمناطق التي تدعي الجبهة أنها ساحات للحرب، و”تأتي الجيوش من مناطق العالم، لتتحرك وتناور وتنفذ التدريبات بتلك المناطق التي لا يمكن إلا أن تكون آمنة”، وفق المنتدى، الذي يتابع أيضا “لتبقى أقصاف البوليساريو مجرد محبر على ورق، لا وجود لها إلا في بيانات تتوالى تباعا وما عادت تغري الأتباع ولا تثير اهتمامهم لتشابهها ولخطابها المكرر في كل شيء”.
ونبه “فورساتين” إلى أن البوليساريو فقدت قيادات ميدانية، وخسرت مقاتلين من مختلف الأعمار، في حرب لا وجود لها وفي نفس الوقت تكلفتها باهظة، ووحدهم ساكنة المخيمات، يضيف المصدر، “من يدفعون ثمنها من أرواحهم وأعمارهم ومستقبلهم، سواء المدفوعون للانتحار على مشارف الجدار الأمني المحصن، أو الماكثون في خيم بالية يقاسون الحر والبرد والعطش في سبيل مشروع وهمي”.
وأكمل المصدر أنه “من حسنات البوليساريو، أنها كشفت لمن كان يشكك في علاقتها بالجزائر، فبعدما ناورت وتخفت وراء الدفاع عن تقرير مصير الشعوب، وادعت عدم وجود علاقة لها بالجبهة، وأنها طرف محايد، ورغم وجود الأدلة التي تنفي ذلك، إلا أن حرب جماعة الرابوني الأخيرة عززت من الأدلة، وكشفت القناع وأبانت عن الوجه الحقيقي للجزائر دون مواربة ولا مساحيق”.
وإلى ذلك، كشف “فورساتين”، أن الجزائر، تريد أن تحقق انتصارا مستحيلاً على المغرب، غير أن البوليساريو وهي تتلقى الدعم والإنعاش، استغلته لنفسها وبعثت بالحاشية والنخبة والأقارب ليتكونوا عسكريا ويأخذوا الشهادات، وتركت البسطاء في الميدان يلاقون مصيرهم، ويموتون على مشارف الجدار منفذين لأوامر القيادة فيما تسميه عمليات عسكرية”.
ونبه المصدر في الختام إلى أن العمليات التي تنفذها البوليساريو، تعتبر انتحارا وتدخل في خانة الإرهاب، لأنه، وفقه، “لا معنى لأن تبعث شباب مراهقين تسميهم مقاتلين غير مؤهلين ولا يملكون الخبرة، وتمنحهم سيارات مكشوفة وتطلقهم كفئران التجارب موجها إياهم نحو الموت”، متابعاً: “البوليساريو تعرف أنهم سيموتون ميتة شنيعة، لكنها لا تثنيهم ولا تمنعهم، وكأنها تقصد قتلهم”.
تعليقات الزوار ( 0 )