رغم مرور أكثر من أسبوعين على حدوثها، ما تزال تداعيات واقعة فضح قرود المكاك في مدينة آزرو، عن طريق الصدفة، لطريقة تهريب الكوكايين داخل شحنة موز قادمة من إكوادور، (ما تزال) متواصلة في البلد اللاتيني.
وقالت صحيفة “eldiario” الإكوادورية، إن هذه الواقعة، قد تؤثر على النظرة العامة إلى شخصية بارزة في الحكومة الإكوادورية، وذلك في لحظة حاسمة قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل المقبل.
“قرود آزرو” تضبط الكوكايين!
وكانت السلطات المغربية، قد تمكنت من ضبط كيلوغرامين من الوكايين، داخل شحنة موز قادمة من الإكوادور، وذلك بعد “هجوم” عرضي لقرود المكاك بمدينة آزرو.
واقتحمت القرود، أحد المحال التجارية بالمدينة، من أجل الحصول على الموز، حيث أتلفت عدة صناديق، ليتم اكتشاف طردين يحتويان على الكوكايين، داخلهم.
مسؤولون رفيعو المستوى.. وقلق خاص بإكوادور
وكشفت الصحيفة الإكوادورية، أن الشركة التي قامت بتصدير هذه الشحنة، لها علاقات عائلية قوية مع مسؤولين رفيعي المستوى في حكومة الدولة اللاتينية.
واعتبرت الصحيفة، أن هذا الاكتشاف، يثير تساؤلات جدية حول بروتوكولات الأمن والسيطرة في شركات التصدير الإكوادورية، وخاصة تلك التي لها صلات سياسية.
ونبهت الصحيفة الإكوادورية، إلى أن هذا الوضع، يثير قلقا خاصا في ضوء الخطاب القوي المناهض للمخدرات الذي تتبناه الإدارة الحالية.
التناقض بين خطاب الحكومة والواقع
واسترسل المصدر، أن “هذا التناقض بين تصريحات الحكومة، والأحداث التي وقعت، يدعو إلى التأمل في الحاجة إلى تنفيذ آليات رقابة أقوى في قطاع التصدير”.
وشددت الصحيفة، على أنه يتعين على السلطات المختصة، أن “تحدد ما إذا كانت هذه الحادثة تشكل حالة معزولة، أم أن هناك عناصر تشير إلى نمط أعمق يتطلب التحقيق”.
الجولة الأولى من الانتخابات الإكوادورية
ومن المقرر أن تجرى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في الشهر المقبل، بعد النتائج المتقاربة بين الرئيس الحالي دانيال نوبوا ومنافسته اليسارية لويزا غونزاليس، خلال الجولة الأولى.
وكان المجلس الانتخابي الوطني في الإكوادور، قد أعن يوم الاثنين 10 فبراير، عن إجراء جولة ثانية من التصويت في الانتخابات، في الـ 13 من شهر أبريل، بسبب عدم تمكن أي مرشح من الفوز بالأغلبية.
وانتهت الجولة الأولى من الانتخابات التي عرفت مشاركة 83.38 في المائة من الناخبين البالغ عددهم 14 مليونا، بحصول نوبوا على 44.31 في المائة من الأصوات، مقابل 43.83 في المائة لغونزاليس.
انتخابات الإكوادور و”قرود آزرو”
ونوبوا، البالغ من العمر 37 سنة، هو ابن رجل أعمال ملياردير، ويُصنف خطابه على أنه متشدد ضد المنظمات الإجرامية، لكنه في المقابل، يواجه انتقادات حادة من منظمات حقوقية، حول التجاوزات الأمنية.
أما غونزاليس، فهي نائبة سابقة، تحظى بدعم الرئيس السابق رفائييل كوريا، وتطمح إلى أن تكون أول رئيسة منتخبة للإكوادور، عبر برنامج تعد فيه بمزيد من الأمن واحترام حقوق الإنسان.
ووفق تقارير إعلامية إكوادورية، فإن دعم كوريا المحكوم غيابيا بثماني سنوات، بسبب اتهامات تتعلق بالفساد، والذي يعيش في المنفى، للمرشحة غونزاليس، قسّم الناخبين.
وظل هذا المعطى حاضرا، إلى غاية الـ 11 من شهر مارس الجاري، حين فجرت واقعة “قرود آزرو” الجدل في الإكوادور، وفضحت التناقضات بين خطاب الحكومة، وبين الواقع، ما زرع الشكّ في نفوس الناخبين.
وما يجعل حادثة القرود مؤثرة، حسب مراقبين، هو واقع الإكوادور، المُتسم بانعدام الأمن، وأنشطة المنظمات الإجرامية، ما يجعل أي حدث يبدد آمال المواطنين في استتباب الأمن أو يُحييها، محركا أساسيا في الانتخابات.
تعليقات الزوار ( 0 )