تصور الطبيب وعالم النفس المالطي “إدوارد دي بونو” ستة أشخاص، كل منهم يرتدي قبعة ملونة تتعلق بمسارات مختلفة للتفكير، تتمثل في ما يلي :
الأبيض المحايد: يندرج تحت هذا الصنف الأشخاص المهتمون ب”الحقائق”، فهم يجمعون المعلومات بحيادية ودقة، دون تحليل أو تقييم وبذلك فهم يميلون أكثر إلى التعامل مع الواقع والأحداث في حينها.
الأحمر العاطفي: ويتعلق الأمر بالأشخاص الذين يغلب على تفكيرهم الجانب العاطفي، فهذه القبعة تعكس الأحاسيس والأفكار العاطفية بصراحة، دون خوف أو تحفظ.
الأسود المتشائم: صاحب هذه القبعة يعشق “النقد”، فهو يركز على الجوانب السلبية والمخاطر المحتملة، باحثا عن نقاط الضعف والثغرات، وهو بذلك دائم النظر لنصف الكأس الفارغ.
الأصفر المتفائل: عكس أصحاب القبعة السوداء يجسد الأصفر “الإيجابية”، ويبحث صاحبه دائما عن الفرص والإمكانيات والحلول، وتحويل العوائق إلى عوامل مساعدة.
الأخضر المبدع: يمثل “الأفكار الجديدة”، فهو يطلق العنان لخياله، ويفكر بطرق غير تقليدية أو كما يصفها البعض بالتفكير خارج الصندوق، باحثا عن حلول مبتكرة.
الأزرق المنظم: يجسد “التحكم في العملية”، فهو يدير النقاش وينظمه، ويحدد الأهداف والخطوات، ويوجه مسار التفكير، ويمكن وصفه بالحكيم.
يمكن لهذه النظرية أن تساعدنا على التفكير بشكل إبداعي وحل المشكلات بكفاءة ورؤية العالم من زوايا مختلفة، إلى جانب كونها بمثابة دعوة للتفكير من زوايا مختلفة، وقبول الرأي الآخر بسبب تنوع الطرق في مقاربة المواضيع وحل المشكلات.
وعلى سبيل المثال، فداخل الأسرة الواحدة ينخرط الجميع في إيجاد حلول للمشكلات اليومية أو برمجة أنشطة معينة، وقد يكون الجميع محقا من وجهة نظره ومن خلال طريقة تفكيره (القبعة التي يرتديها).
لذلك فإن الإيمان بالاختلاف يجنب الأسرة الانجرار إلى العنف المادي والمعنوي بين جميع مكوناتها، مما يساعد على استقرارها وتوفير بيئة سليمة للتربية والعيش الكريم، وبالتالي تجنيب المجتمع ويلات الفشل الأسري.
ولأن الأسرة هي أصغر خلية في المجتمع، ففيها يمكن أن نتعلم احترام الاختلاف والتعايش مع الآخر وتقديم مصلحة الجماعة على المصالح الخاصة.
وفي نطاق الأسرة كذلك سيصبح من السهل على الزوج أو الزوجة تخطي الخلافات التي من شأنها أن تتحول بسهولة إلى كرة الثلج المتدحرجة، فقد يكون سبب اختلاف وجهات النظر مرده إلى طريقة التفكير بين العقلاني والعاطفي والمتفائل والمتشائم والمبدع والحكيم.
فإن نجح الأمر على مستوى الأسرة من البديهي أن ينعكس على المجتمع في شموليته.
تعليقات الزوار ( 0 )