أجبرت حاجة الجيش الجزائري، الملحّة، إلى الأسلحة، التي توقف بشكل شبه كامل عن اقتنائها منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، على تفضيل الشّرق على الغرب، رغم العواقب الوخيمة لهذا الاختيار.
وكشف موقع “algeriepart”، عن تفاصيل مثيرة لهذه الزيارة التي جاءت في وقت حساس، وبشكل مفاجئ، ففي الوقت الذي كانت تستعد فيه طائرة تبون للإقلاع نحو باريس، غيّرت وُجهتها نحو موسكو.
وقال المصدر، إن رحلة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى موسكو، للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، جاءت بسبب الضغوط الطويلة والمتواصلة من قبل القيادة العسكرية العليا.
وأضاف الموقع نقلاً عن مصادره الخاصة، أن الضغوط جاءت خصوصا من رئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة، الأمر الذي جعل الزيارة تأتي بشكل مفاجئ، في الوقت الذي كان من المقرر أن يذهب تبون نحو باريس.
الحاجة الملحّة إلى الأسلحة
والسبب حسب المصدر، هو أن الجنرالات الجزائريين، “في حاجة ماسة إلى معدات عسكرية روسية جديدة”، وذلك بغية “استعادة توازن القوى مع الجار والخصم المغربي، الذي يتمتع بتحالف عسكري غير مسبوق مع إسرائيل”.
وتابع أن المغرب، قام بتعزيز وتحديث ترسانته العسكرية، بشكل منتظم، منذ سنة 2021، وهو مدعوم إلى حد كبير من القوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
واسترسل المصدر، أنه رغم حاجة الجزائر للأسلحة، إلا أن روسيا تعبئ صناعتها العسكرية بالكامل لتغطية احتياجات قواتها المسلحة المنتشرة على الجبهة الأوكرانية، ولا يمكها تقديم خدمات لعميلها التقليدي الجزائر بسهولة.
موسكو تطلب انحيازاً كاملاً لمواقفها
وأوضح المصدر، أن موسكو، طالبت الجزائر، بالانحياز الكامل لمواقفها في نزاع أوكرانيا، ودعم جهودها في كسر الحصار الغربي الذي تعانيه منذ فبراير من سنة 2022.
ونبه الموقع الجزائري، إلى أن هذا الرهان، “محفوف بالمخاطر”، لأن البلد قريب جداً جغرافيا واقتصاديا من الغرب، وهو ما يمكن أن يُكسبه “عداء الدول الغربية”.
الجزائر.. جيش شرقيّ واقتصاد غربيّ
وأشار المصدر، إلى أن حوالي 80 في المائة من الأسلحة والمعدات العسكرية للجيش الجزائري، تأتي من روسيا، مسترسلاً أن المؤسسة العسكرية في الجار الشرقي للمغرب، ترفض تنويع مورديها، لأنها تعتقد أن القوى العالمية الأخرى، لا تريد بيع أو تسليم الجزائر كميات الأسلحة اللازمة لضمان التغطية الكافية لاحتياجاتها الأمنية.
لكن، يقول المصدر، “من الواضح أن الرئيس الجزائري غادر إلى روسيا في ظروف مقلقة وخطيرة لمصالح الجزائر”، مضيفاً: “في الوقت الذي تقود فيه أوكرانيا هجوماً مضاداً لتحرير أراضهيا التي تحتلها القوات الروسية، يأتي تبون إلى موسكو لتوفير ضمان لسياسة روسيا المعادية للغرب، بينما الغرب هو الشريك الاقتصادي والسياسي الرئيسي للجزائر”.
زيارة تبون لروسيا في هذا الوقت تحول الجزائر لعدو للغرب
وأردف أن “تبون هو الرئيس الأجنبي الوحيد لدولة إفريقية وعربية، الذي جاء للوقوف إلى جانب فلاديمير بوتين، بينما تكافح أوكرانيا لتحرير أراضيها بدعم عسكري وسياسي غربي”. وأبرز المصدر، أن تبون “سيكون أيضا الرئيس الأجنبي الوحيد الذي سيشارك بشكل مباشر في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبورغ”.
مقابل ذلك، لم ترسل الدول الأخرى، باستثناء أرمينيا والبوسنة والهرسك، سوى وزراء فقط لهذا المنتدى، مشيراً إلى أن الرئيس الجزائري، يوقع “على حشده النهائي والحاسم إلى معسكر روسيا بوتين ضد الغرب، مما يجعل الجزائر بلداً يحتمل أن يكون عدوا للدول الغربية”.
الجزائر واحدة من فيدرالية روسيا
وأكد المصدر، أن هذا التموضع الجديد للجزائر، “خطير للغاية بالنسبة لمستقبل البلد الواقعة على بعد نصف ساعة بالطائرة من سواحل الاتحاد الأوروبي”، متابعاً أن الدعاية الرسمية للنظام الجزائري، تعتقد أن “هذه الرحلة الرسمية، تتمحور فقط حول التعاون الاقتصادي بينما يوقع الرئيس على وثيقة جديدة بعنوان شراكة استراتيجية جديدة”.
وذكر الموقع، أن هذا الإطار الجديد بين البلدين، سيحل محل إطار التعاون القديم، الذي يحكمه إعلان تعاون وصداقة يعود تاريخه إلى سنة 2001، ويتضمن تعاونا عسكريا وأمنيا سيجعل “الجزائر واحدة من روسيا”. مختتماً: “من المؤكد أن رحلة تبون إلى روسيا، سيكون لها عواقب وخيمة على المستقبل القريب للبلد. هل علم تبون بكل هذه الأمور؟”.
تعليقات الزوار ( 0 )