في مبادرة نبيلة، أطلق شابين إسبانيين، أخيرا، حملة تضامنية إلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي، عبارة عن نداء لجمع تبرعات تهم اللوازم المدرسية، وبعض منتجات النظافة، وألعاب وملابس الأطفال، وجمع ما يفوق 100 كلغ من التبرعات لفائدة القرى النائية، وللأسر المحتاجة بالمغرب.
وراود هذا هو الحلم الشابين خايمي فيرارو وألفونسو سانشيز منذ ثلاث سنوات، وبوسائل وإمكانيات بسيطة، تتمثل الحصول على سيارة قديمة وتحميلها بعدد من الأغراض الخيرية للتبرع بها، وعبور الصحراء المغربية للوصول إلى القرى المحتاجة.
وتبلورت فكرة العمل التضامني، حينما التقى الشابين في حدث خيري (Andex) شاركوا فيه كنُدُل متطوعين، واكتشفوا في تلك اللحظة هواياتهم المشتركة، وهي الحركة والمغامرة والتضامن.
وفي هذا الصدد، أوضح الطالب خايمي، الذي يدرس الدعاية والإعلان والعلاقات العامة في جامعة Eusa بإشبيلية، “تأثرنا بشكل خاص بطبيعة العمل التضامني والتطوعي، ونسعى إلى توفير ما لا يقل عن 40 كيلوغراماً من التبرعات لتسليمها للأطفال في القرى التي سنمر من خلالها”.
ويطمح الشابين إلى تسليم 100 كيلوغرام على الأقل، ولتحقيق ذلك، يتواصل كل من خايمي فيرارو وألفونسو سانشيز بالفعل مع عدد من الشركات وينقلون فكرتهم عبر منصة “إنستغرام” للتبادل الصور ومقاطع الفيديو.
ويقول ألفونسو: “لقد فوجئنا بتأثير الفيديو على المتابعين، حيث نشرح كل شيء، فالدعم جيد جدًا، ويشاركه الأصدقاء عبر حساباتهم على شبكات التواصل، كما ترغب جميع الشركات التي نتواصل معها بالمساعدة بطرق مختلفة”.
وستنطلق القافلة التضامنية للشابين من طنجة في 9 أكتوبر وفي الـ17 من نفس الشهر سيصلون إلى مراكش بعد 800 كيلومتر وخمس ليالٍ ينامون فيها في أراضي الصحراء المغربية، وسيتعين عليهم استخدام كتيب طريق وخريطة وبوصلة، بدون نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو الأجهزة الإلكترونية.
وأشار خايمي إلى أن أكثر ما يخشاه في هذه الرحلة التضامنية، هو الحرارة داخل السيارة والليالي التي سيقضيها في الصحراء، وأن الشيء الأكثر إثارة هو أنه خلال هاتين المرحلتين سيتزامنان مع رالي المغرب الذي يقام في نفس التاريخ.
وأضاف: “إنه اختبار صعب، وأعتقد أن لا أحد يستمتع بالقيادة لمدة سبع ساعات في مثل هاته الظروف، أو الاقتراب من القرى النائية، التي لا يصل إليها أحد.
وساعد خايمي على مر السنين في منظمة التعاون الدولي غير الحكومية، أو في تلك الأعمال الخيرية التي قد تصل إلى مسامعه.
وكان آخر ما اتفق عليه هذان الصديقان هو اليوم العالمي لمكافحة سرطان الأطفال عند باب مستشفى فيرجن ديل روسيو، حيث تم نفخ البالونات للأطفال الذين تم قبولهم لرؤيتها.
ويقول ألفونسو: “أود أن أكبر وأن أنظر إلى الوراء وأكون سعيدًا بما فعلته وبما عشته، والآن وبعد مرور 22 عامًا، حان الوقت لخوض مغامرة التضامن التي طالما أردتها أو التي سيُطلب مني سردها في المستقبل”.
تعليقات الزوار ( 0 )