شارك المقال
  • تم النسخ

في عز الأزمة الدبلوماسية… المغرب يستعد لاحتضان أكبر المناورات العسكرية في إفريقيا

بمشاركة أزيد من 7800 جندي والعربات القتالية المدرعة والطائرات والقوات البحرية، ستشهد منطقة المحبس والداخلة في الصّحراء المغربية، مناورات “الأسد الإفريقي 21″، وهي المناورات العسكرية الأضخم على مستوى القارة الأفريقية، علاوة على تسعة جيوش عالمية، من بينها الولايات المتحدة.

وقالت مصادر إعلامية إسبانية، يومه (الخميس) إنّ هذه المناورات تأتي في ظل الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد على خلفية تدفق آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة، واستقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، بالإضافة إلى السعي إلى تبادل المعرفة والقدرات بين المشاركين.

ويُرتقب أنْ تدشن المناورات العسكرية بين المغرب والولايات المتحدة في الفترة ما بين 7 و 18 يونيو في أجزاء مختلفة من التراب الوطني، وذلك من خلال القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا التابعة لوزارة دفاع الولايات المتحدة المخصصة للعمليات العسكرية في إفريقيا، حيث زار المسؤولين الأمريكيين المملكة في الأشهر الأخيرة لتنسيق تطوير التمرين.

وسنة بعد أخرى، تجمع تدريبات “الأسد الأفريقي” بين آلاف العسكريين من مختلف البلدان لتعزيز القدرات العسكرية للدول الأفريقية، كما تعتبر الدول المعنية أنه تمرين استراتيجي لتعزيز التعاون في مواجهة عدم الاستقرار في شمال إفريقيا والساحل، مع اتساع رقعة الإرهاب باعتباره أحد العوامل الرئيسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وأضافت المصادر ذاتها، أنه في سياق توتر دبلوماسي شديد، فإن أنظار العالم تراقب تحركات الرباط بعد تراخي حدودي سمح بوصول 8000 مهاجر إلى سبتة بوسائل غير نظامية، مما اضطر إسبانيا إلى اللجوء إلى نشر جيشها، فيما ستتاح الفرصة للرباط لتقديم استعراض آخر للقوة من الناحية العسكرية.

الأسد الأفريقي والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء

وتُعرِّف أفريكوم “الأسد الأفريقي” بأنه “أكبر مناورات عسكرية” في القارة، حيث أن الأرقام تتحدث عن نفسها، إذ أن هذه المناورات ستضم 7800 جندي من تسع جنسيات مختلفة: وهي المغرب والولايات المتحدة والسنغال وتونس وإيطاليا والمملكة المتحدة وهولندا والبرازيل وكندا.

كما تشارك أزيد من 20 دولة كمراقبين، معظمهم أفريقيون، كما أن دول مثل البرتغال والدنمارك ومالطا والنرويج وبولندا حاضرة أيضًا فيما يتعلق بالوسائل اللوجستية، وستجمع التدريبات أكثر من مائة مركبة عسكرية و67 طائرة وسفينتين، وذلك بميزانية 24 مليون يورو.

وفي سياق متصل، أبرز الجنرال جيمس سي ماكونفيل، رئيس الأركان العامة للجيش الأمريكي، الأهمية الاستراتيجية لهذه المناورات من خلال تغريدة له على شبكات التواصل الاجتماعي.

كما أنّ هذه المناورات العسكرية الضخمة التي تجري بين المغرب وأمريكا في سياق سياسي وإقليمي خاص، إذ أنها تأتي في إطار الاعتراف الأميركي الرسمي لأول مرّة بمغربية الصحراء.

وقالت وزراة الدفاع الإسبانية في تصريح لها، إن إسبانيا شاركت في النسخ السابقة من مناورات “الأسد الأفريقي” التي أقيمت في مختلف الدول الأفريقية، بيد أنها لن تفعل ذلك في هذه المناسبة، ليس بسبب التوترات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، ولكن لأن ‘التخطيط السنوي والأولويات التي تم تحديدها لمشاركة القوات المسلحة الإسبانية لسنة 2021 يعتمد على ظروف أخرى مختلفة”.

وضمن هذا التخطيط، تضيف الوزارة، فإنه يتم تحليل التواريخ والتزامن مع الأحداث الأخرى والتوازن مع المشاركة في البعثات الدولية – الناتو والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة – وفي هذا العام ، يتم تحليل عواقب جائحة “كورونا” حيث استبعدت قيادة القوات المسلحة مشاركتها في مناورات هذا العام قبل عدة أشهر.

التفوق العسكري والتوسع الإقليمي للمغرب

وحذر تقرير أعده معهد “الأمن والثقافة” الإسباني في السادس من ماي، من أن برنامج إعادة التسلح المغربي “يمكن أن يشكل تحديا لإسبانية”، حيث وافقت المملكة المغربية على خطة خمسية بقيمة 22 مليار دولار في 2017 لتعزيز قدراتها الدفاعية، وذلك في إطار سباق التسلح مع الجزائر والريادة في شمال إفريقيا.

وذكرت “أفريكوم” إفريقيا على منصة “تويتر” أن واشنطن والرباط “تربطهما علاقة طويلة الأمد تمتد جذورها إلى القرن التاسع عشر، واليوم يعتبر المغرب رائدًا إقليميًا في مجال الأمن، حيث يوفر الأمن لبقية إفريقيا من خلال عمليات حفظ السلام”.

وأشارت الصحف الإيبيرية، إلى أن هذا النوع من التصريحات يتعارض مع صمت الولايات المتحدة بشأن أزمة سبتة وما ترتب عليها من توترات دبلوماسية بين الرباط ومدريد، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة “أوروبا برس”، “نحن على علم بالوضع في سبتة، لكننا سمحنا لحكومتي إسبانيا والمغرب بالتعليق على هذه القضية”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي