شارك المقال
  • تم النسخ

في ظلّ “الحصار”.. صحافة سبتة تستحضر بمرارة زمنَ السّكة الحديدية مع تطوان

استحضرت صحافة مدينة سبتة المحتلة، بمرارة، خط السكة الحديدية التي كان يربط بين الثغر المحتل، وتطوان، والذي كان بالإمكان، وفقها، أن يكون صلة مستمرة بين إسبانيا والمغرب، وذلك بالموازاة مع إغلاق الحدود من طرف المملكة، وإنهاء التهريب المعيشي، والشروع في بناء مناطق صناعية وموانئ كبرى على مقربة من المدن السليبة، في خطوات يعتبرها الإسبان “حصارا مخططاً له” من الرباط.

وقالت صحيفة “ceutatv“، عقب إنهاء سلطات سبتة لترميم مبنى المحطة، إنه “لا يسعنا إلا أن نتذكر أصل هذا الهيكل الرمزي، الذي يجسد خط السكة الحديدية التي كانت تربط المدينة بتطوان”، متابعةً أن الهدف من هذا المسار، كان “هو نقل المواد والقوات الحربية، رغم أنه امتد ليشمل نقل الركاب والبضائع”، قبل أن يتم توقيفه بعد سنتين من استقلال المغرب.

وأوضحت أن طول خط السكة الحديدية كان يبلغ حوالي 41 كلم، من بدايته قرب ميناء سبتة المحتلة، صوب تطوان، ويحتوي على 5 أنفاق، و6 جسور، و9 محطات، مسترسلةً أنه كان من المخطط أيضا، أن يتم ربط الخط، بسكة طنجة فاس، غير أن الثوار والمقاومة المحلية للاحتلال الإسباني، في منطقة الريف، وتأخير وصول المواد بسبب النقص الذي تسببت فيه الحرب العالمية الأولى، غير التصميم.

وزادت أنه “في الـ 17 من مارس سنة 1918، افتتح إنفانتي كارلوس دي بوربون، ممثل ألفونسو الثالث عشر، وخليفة محمد مهدي بن إسماعيل، الخط، قبل أن يدخل الخدمة عبر أسطول قطارات أمريكي، مكون من 6 قاطرات، بعدما عجزت الصناعة الأوروبية عن توفير القاطرات بسبب نقص المواد على خلفية الحرب العالمية الأولى، وذلك للاستعمالات العسكرية.

سوء نوعية المياه في المنطقة، وقلة الفحم الحجري، تضيف الجريدة المذكورة، جعل القاطرات تستهلك الحطب، ما أدى لحدوث أعطال مستمرة في القطارات، وإرسال الآلات للإصلاح، غير أن غياب أو نقص قطع الغيار والمكونات، صعّب صيانتها، قبل أن يتم لاحقا في سنة 1925، دمج قاطرتين بخاريتين من طراز “Henschel” في الأسطول.

ووصل الخط، وفق ما أوردته الصحيفة، إلى أفضل مراحله خلال الثلاثينيات، غير أن نقص الاستثمار، وازدهار النقل البري الناجم عن التهدئة مع المغرب منذ سنة 1927، والتعطل المستمر للآلات، نجم عنه خسائر كبيرة للشركة، قبل أن تقوم الدولة بالاستحواذ على الخط وجعله تابعاً للحكومة، قبل الشروع في استغلاله سنة 1938.

وبعدها بـ 4 سنوات، يقول المصدر ذاته، تم إنشاء شركة السكك الحديدية المغربية من قبل وزارة الأشغال العامة، التي باتت مسؤولة عن إدارة السكك الحديدية الموجودة في المنطقة الخاضعة للحماية الإسبانية، لتشرع في السنة الموالية 1943، في وضع خطة لتحديث السكك الحديدية، وتزويدها بالكهرباء، غير أنها لم تطبّق لاحقاً.

وواسترسلت أنه بعد حصول المغرب على الاستقلال سنة 1956، استمرت الدولة الإسبانية في تشغيل الخط، غير أن قلة حركة المرور التي دعمتها لصالح النقل البري، وتراجع اهتمام الحكومة المغربية بالخط، لصالح تعزيز دخول البضائع عبر ميناء طنجة، والعجز والنقص في الاستثمار، تسبب في إغلاق السكة الحديدية في الأول من يوليوز سنة 1958.

واعتبر الصحيفة، أن هذا الخط كان يمكن أن يكون “جسرا بين البلدين، ووسيلة اتصال سريعة بين ميناء سبتة وفاس، أو مليلية والرباط وطنجة، عبر طرق مختلفة، في بيئة جمركية تجارية، غير أن هذا الأمر، في ظل الوضع السياسي الحالي يبدو مستحيلاً، حيث لا توجد مصلحة في إحياء هذا الارتباط القديم”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي