شارك المقال
  • تم النسخ

في ذكراها الـ48 ..ماذا تعلم عن “حرب الغفران” أو حرب الـ6 أكتوبر؟

تحل اليوم الذكرى 48 لحرب 6 أكتوبر1973 والتي أطلِق عليها اسم “حرب الغفران” نظرًا لنشوبها في أقدس يوم لليهود “يوم الغفران”، وهي حرب حدثت بين إسرائيل وأعدائها مصر وسوريا ومع تدخلٍ من باقي الدول العربية أيضًا، وتعرف هذه الحرب أيضًا بأنها حرب تشرين التحريرية، وتعتبر رابع الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948 .

ففي عهد الرئيسين المصري والسوري أنور السادات وحافظ الأسد، أبرمت الدولتان العربيتان اتفاقًا سريًا في يناير عام 1973 لتوحيد جيوشهما تحت قيادةٍ واحدةٍ، لكن ربما أهدافهم على الرغم من ذلك كانت مختلفةً بشكلٍ ملحوظٍ حسب بعض الروايات.

فإدراكًا منه أن أسلحة بلاده مؤرخة وأنها تفتقر إلى القدرة على تحرير سيناء بالكامل في عمليةٍ عسكريةٍ وبعد أربعة أشهرٍ فقط من تولي السلطة، عرض السادات على الإسرائيليين اتفاق سلامٍ إذا انسحبوا من سيناء لكن رفضت غولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك هذا العرض.

بعد ذلك توقع السادات حدوث حربٍ ووجد الرئيس الأسد حليفًا له، الذي وصل إلى السلطة من خلال انقلاب في عام 1970، وتزعم بعض الروايات أن المصريين لم يكونوا مهتمين باستعادة الأرض ولكن لمجرد الدخول في محادثات سلامٍ مع إسرائيل على عكس السوريين الذين أرادوا استعادة مرتفعات الجولان، حيث يقال أن السادات من ناحيةٍ أخرى سعى إلى حرب محدودة لتركيز عقول القوى العظمى في العالم، والبدء في عملية السلام التي يبدو أنها متوقفة.

عندما دقت حرب اكتوبر طبولها وبدأت بالفعل، حققت الجيوش المصرية والسورية انتصاراتٍ وتمكنت من تجاوز نقاطٍ هامةٍ للحكومة الإسرائيلية ، وشنت إسرائيل بعد يومٍ من خسارتها هجوم مضاد وتدخلت جيوش العراق والسعودية والأردن إلى الجانب السوري في المعركة لمحاولة صد الهجوم.

 لكن رغم ذلك تمكنت إسرائيل من استعادة ما خسرته بعد مساعدةٍ من حليفها الدائم أمريكا، وبعد مرور 10 أيام على الحرب اقتربت بشكلٍ خطيرٍ من دمشق والقاهرة، وهددت بعدها الدول العربية بتخفيض تصديرها للنفط وبالفعل قامت بتقليل الكمية بالتدريج إلى أن وضعت الولايات المتحدة في موقفٍ محرجٍ دفعها إلى التوقف عن دعم الحرب لصالح إسرائيل.

وفي الأسبوع الأخير من اكتوبر أصبحت الدول العربية وإسرائيل مستعدة للدخول في اتفاقية سلام وإيقاف إطلاق النار، وبعدها حدث تبادل للأسرة واستعادة كلٍ من سوريا ومصر جزء من أراضيها المسروقة وتدخلت الأمم المتحدة لوضع حدودٍ بينهما وبين إسرائيل.

فأعقبت حرب يوم الغفران بتوقيع سلسلة اتفاقيات لفصل القوات مع مصر ومع سوريا، وقضت هذه الاتفاقيات بتحديد مناطق لا يُسمح لأي قوة بدخولها وبتحديد شريط آخر من الأرض فُرضت قيود شديدة على حجم القوات المرابطة فيه. ​

لا تزال الاتفاقية مع سوريا سارية المفعول حيث تقوم قوة دولية بمراقبة تطبيقها، وتم استبدال الاتفاقية مع مصر، بعد مفاوضات طويلة بدأت بزيارة الرئيس المصري أنور السادات لأورشليم القدس في الثاني نونبر 1977، بمعاهدة السلام بين إسرائيل ومصر في 1979، وهي أول معاهدة سلام وقّعتها إسرائيل مع إحدى الدول العربية المجاورة بل وأهم هذه الدول.

وكانت المعاهدة تقضي بانسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء باسره وبجعله منطقة منزوعة السلاح مقابل اعتراف مصر الكامل بإسرائيل وفتح سفارتين للبلدين وإقامة علاقات تجارية وسياحية كاملة بين البلدين.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي