شارك المقال
  • تم النسخ

في ذكراها الـ 51.. قصة الانتفاضة التي تحاول جبهة البوليساريو تزوير تاريخها

تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية، في المتاجرة بالانتفاضة التي قادها محمد سيد إبراهيم بصيري ضد الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية سنة 1970، والتي واجهتها مدريد بمجزرة دموية بقية راسخة في تاريخ أبناء الأقاليم الجنوبية للبلاد، وذلك في إحيائها للذكرى الـ 51 لوقوعها، وتزوير الحقائق التاريخية المرتبطة بهذا الحدث.

وعرف الحدث الذي يسميه أهالي صحراء المملكة بـ”انتفاضة الزملة”، ويلقّب أيضا بـ”انتفاضة بصيري”، نسبةً إلى الشخص الذي جاء من شمال البلاد إلى جنوبه، لمحاربة القوة الاستعمارية، مشاركة العديد الشباب، الذي وجدوا نفسهم بعدها، في مرمى النيران الإسبانية التي تدخلت باستعمال الرصاص الحي، وقتلت وسجنت المئات.

العميل إبراهيم غالي

زعيم جبهة البوليساريو الحالي، غالي، كان من بين الأشخاص المسجونين، غير أن الاحتلال الإسباني أطلق سراحه بعد شهور من الواقعة، في الوقت الذي لم يظهر أثر لقائد الانتفاضة، محمد سيدي إبراهيم بصيري، الذي اختفى بدون رجعة، قبل أن يتبين لاحقاً، وفق ما كشف عنه منتدى “فورساتين”، بأن غالي كان منخرطاً في خطة لقتل بصيري.

وأوضح المصدر أن غالي، الذي كان يشتغل وقتها مع إسبانيا، ومكلفاً بالبدو، سعى للتقرب من قيادة الانتفاضة، وزعيمها بصيري، الذي قاد حملة توعية في صفوف شباب مدن الجنوب المغربي، خصوصاً العيون، في الوقت الذي حرص غالي على نقل جميع الأخبار المتعلقة بالمستجدات التي يخطط لها سيدي إبراهيم، إلى سلطات المستعمر، معتبراً بأن فترة سجنه القصيرة كانت بغرض التمويه.

التريخ ينصف العظماء ويفضح المتسلقين

وأشار إلى أن غالي يقود اليوم الجبهة، في الوقت الذي اختفى فيه مفجر الانتفاضة إلى الأبد، ولا يزال مصيره مجهولاً، إلا أن التاريخ، يضيف “فورساتين”، يأبى إلا أن ينصف العظماء الذين صنعوا الأحداث وتركوا أثرا وطنياً محط افتخار للأجيال التي تلتهم، ويفضح لصوصاً متسلقين، ركبوا على تلك الأحداث لصناعة أمجاد لأنفسهم، زالت مع الوقت وظهرت الحقيقة.

وشدد المنتدى على أن ذكرى انتفاضة بصيري تأبى النسيان، وتوثق لحدث انتفاضة الصحراويين ضد الاستعمار الإسباني، وتذكّر بشخص ضحى بنفسه في سبيل حرية أبناء جلدته، وفي سبيل وحدة الوطن، لم تكن أفكاره انفصالية ولم تكن محرضة أو داعية للانقسام على عكس دعاية جبهة البوليساريو، وفق المصدر نفسه.

الانتفاضة كانت قبل تأسيس البوليساريو

واسترسل أن الانتفاضة جاءت قبل تأسيس جبهة البوليساريو، وقادها زعيم صحراوي وحدوي قادم من شمال المغرب، وهو شاب متنور من عائلة عريقة ومتدينة، انطلق إلى السمارة في الجنوب وأسس لنواة الانتفاضة، وتمكن من تأطير أغلب السكان غير المتعلمين، كما استطاع أن يلمّ شملهم حوله، ويقنعهم بتوجهاته وأفكاره الرامية إلى طرد الاحتلال الإسباني من الصحراء.

ونبه إلى أن المفارقة، هي أن من يعتبرون أنفسهم اليوم قيادات بجبهة البوليساريو، كان جزء منهم طرفا في الانتفاضة، وسعى للتجييش لها، وساهم في تفجيرها، واليوم يحاولون سرقة انتفاضة بصيري، لصناعة تاريخ لأنفسهم ولحركتهم الفتية التي لم يكن لها وجود، مسترسلاً بأن “جماعة الرابوني”، عملت منذ سنوات على تسويق الانتفاضة بما يتناسب مع دعايتها الانفصالية.

البوليساريو تركب الانتفاضة لكسب التعاطف

وزاد المصدر، أنه في بداية تأسيس البوليساريو، لاقت القيادة مشكلة في التسويق لمشروعها، وفي الدعاية لعناضرها المغمورة، كانت تدعي قرب قادتها من بصيري، لكسب تعاطف الساكنة، ودعمها، حتى “تصنع لنفسها تاريخاً لا تملكه، ويسهل عليها التحرك والإقناع دون مشكل، رغم أن تلك القيادة كانت تتمنى أن تقبر ملف الانتفاضة، وأن تطوي صفحة بصيري، لأنه ينافسها في الميدان، ويتعارض معها في الفكر”.

ومما يدين البوليساريو، يقول “فورساتين”، “أنها في مفاوضاتها مع الإسبان على المخطوفين من رعاياها، أو مبادلة الأسرى، لم تطالب يوما ببصيري، ولم تذكره، ولم تراسل إسبانيا بخصوصه، ولم تسع للبحث عنه”، وذلك لأنها “كانت تتمنى ألا يعود، لأنه إن عاد ستكون في خبر كان، فهو البطل المعروف، الذي تحبه الساكنة، وتتطلع لعودته، ليكمل مسيرته، وهي المسيرة التي كانت تختلف عن توجهات الجبهة”.

الجبهة كانت تخشى عودة بصيري

ورأت البوليساريو في بقائه مختفيا، يتابع المنتدى، راحة لها، ونجاحاً لمشروعها، فلم تطالب به يوما، لكن “بالمقابل، ظلت تستغل انتفاضته، وتتبجح بمشاركة عناصرها معه، ثم انطلقت تزور حقيقة الانتفاضة، وتدعي بهتاناً بأنها حركة تطالب باستقلال الصحراء، رغم أن الواقع غير ذلك، وهو ما تبين مع الزمن، وكشفت أكاذيب البوليساريو، وسرقتها للتاريخ”.

وأكمل الصدر، أن التاريخ اليوم، أنصف بصيري، وأعطاه حقه، حيث خرجت عشرات الشهادات المحلية والدولية تتحدث عن شخصيته وأمجاده وبطولاته، وسعيه للوحدة ونبذ العنف، والرغبة في طرد الاستعمار الإسباني لبناء وطن واحد موحد، تحاول جبهة البوليساريو تشويه حقيقته، وتسعى للركوب على أحداث تاريخية راسخة في الذاكرة، لتضفي شرعية مفقودة على حركتها التي تبنت العنف والتفرقة وتآمرت على الوطن”.

فورساتين: لابد من فضح استغلال البوليساريو لذكرى الانتفاضة

ودعا “فورساتين”، إلى “مواجهة استغلال هذه الذكرى العزيزة، وأن يسعى الجميع لفضح جبهة البوليساريو، التي تريد تشويه تاريخنا، وتسعى قيادتها إلى أن تكسب منها على حساب الآلاف من الأبرياء، الذين عاصر غالبيتهم بصيري، وتشبعوا بفكره، وسمعت الآلاف من الأجيال اللاحقة عن بطولاته وسيرته العطرة ونضاله”.

في المقابل، يتابع المصدر، “تخلت شرذمة القيادة عن انتفاضة بصيري، وتنصلت عن مبادئه، ورمت بنفسها في أحضان الجزائر ومن على شاكلتها، وتورطت في المتاجرة بالصحراء في سبيل ربح صانعيها، ورضيت القيادة بالفتات، وبالمناصب الزائفة، وانتصرت للطمع الذاتي، واستقوت على الضعفاء بمخيمات تندوف، رافضة كل حل سلمي قابل للتطبيق، مستمرةً في غيها وظلمها، لا تهمها سوى مصلحتها”.

واختتم المنتدى، بالقول إن انتفاضة بصيري، التي تحل ذكراها الـ 51، ستبقى وصمة عامر على جبين إسبانيا، التي رفضت الإفصاح عن مصير مفجرها، الذي تمكن من جمع سكان الأقاليم الجنوبية للمغرب على قلب رجل واحد، وخرجوا للاحتجاج ضد الاحتلال الإيبيري، غير أن الأخير، واجههم بالرصاص الحي، وقتل وسجن العشرات.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي