في خرجة إعلامية غير مسبوقة، وصف رئيس مليلية المحتلة إدواردو دي كاسترو، المغرب بـ”الديكتاتورية”، مجترّا أسطوانة علاقة الأخوين أبو زعيتر بالملك محمد السادس.
وقال رئيس مليلية المحتلة إدواردو دي كاسترو، الذي يبدو وكأنه يودّع منصبه قبل الانتخابات البلدية التي ستجري في الـ 28 من ماي الجاري، والتي لن يشارك فيها، خلال مقابلة أجراها مع جريدة “إيبي”: “بالنسبة لي نعم هي دولة ديكتاتورية. وإن كنا لا نريد أن نسميها دكتاتورية لأنها تبدو وكأنها حكومة عسكرية، فيمكننا أن نسميها أوتوقراطية”.
وشبه رئيس مليلية المحتلة، في خرجته الإعلامية التي قد تفرمل المرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية مع إسبانيا، المغرب بـ”روسيا”، واصفا النظام الملكي بـ”الاستبدادي”، كما ردّد بدره ما روجته وسائل إعلام دولية، بخصوص علاقة الشقيقين أبو زعيتر مع الملك، وتحكمهما في بعض القرارات، حسب زعمه.
واتهم المغرب باستعمال “سياسات هجينة وأسلوب المنطقة الرمادية؛ عبر شن حرب دون رصاص، وممارسة الضغط، لإغراق المدينة اقتصاديا”، مردفاً: “المغرب حاول مرارا إدراج سبتة ومليلية كأراضي مستعمرة، لدى الأمم المتحدة، ولم ينجح، في الوقت الذي نجحت إسبانيا في ذلك بخصوص جبل طارق. هذا الأمر هو الذي جعل الرباط تبحث عن استعمال طرق أخرى”، في إشارة إلى ما يسميه بـ”السياسات الهجينة”.
وواصل رئيس مليلية المحتلة، الذي طرد من “سيودادانوس”، التعبير عن معاداته الصريحة للمغرب، من خلال انتقاده لتغيير سانشيز لموقف إسبانيا من نزاع الصحراء، متسائلاً: “لا أعرف لماذا قام بذلك دون الاعتماد على أحد، أعتقد أنه يمتلك أسبابه الخاصة، ولكننا لا نعرفها، لكن كان لدى البلاد موقف من الملف، وكان يجب الحفاظ عليه”، حسب تعبيره.
ورغم كل الأرقام التي تشير إلى تحسن العلاقات بين إسبانيا والمغرب بعد تأييد مدريد لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، أنكر دي كاسترو، أن تكون الشراكة قد تحولت للأفضل باستثناء “الشيء القليل”، مبرزاً: “الحدود ما تزال شبه مغلقة، وفرض رسوم على الحق في أخذ سلع استهلاكية، ولا يسمحون للسياح المغاربة بالعودة بالسلع”.
وذهب دي كاستروا بعيداً في مهاجمته للمغرب، خلال خرجته الأخيرة، بالقول إن الشيء الوحيد الذي جاء به تغيير موقف مدريد من نزاع الصحراء، هو “غضب الجزائريين”، قبل أن يضيف مستدركاً: “سيطرة أكثر على المهاجرين، ولكن هذا أمر يفترض أن يكون، لأن الحدود يجب أن تبقى تحت السيطرة”.
وواصل: “في الوضع الحالي، دخل عدد أقل من المغاربة إلى مليلية، لكن هذا جيد، لأنهم يأتون لزيارة المعالم السياحية والتسوق وليس لأمور أخرى”، متابعاً: “كما أن سجن مليلية يضم الآن 70 أو 80 نزيلاً، عكس ما كان عليه الوضع حين كانت الحدود مفتوحة، حيث كان به 300 شخصاً”.
وفي رده على سؤال ما إن كان المغرب سيفتح الجمارك، قال رئيس مليلية المحتلة: “في الناظور قاموا ببناء ميناء ضخم، من الواضح، إن تمكنوا من تحويل سفن الشحن إلى هذا الميناء، فإنهم قد لا يفتحونها”، مشدداً: “المغرب دولة استبدادية، وهي النقيض التام للديمقراطية. هناك فساد يعمل”.
أما في ما يخص محاولته فتح سفارة لمليلية في بروكسل، فقد قال إن “اللحظة التي ستتولى فيها حكومة بيدرو سانشيز رئاسة الاتحاد الأوروبي، ستكون مثالية للترويج للأمر، لأنها ستكون في موقع قوة”، متابعاً أن “الخطوة ضرورية للغاية لسبتة ومليلية. وهي مبادرة من مبادراتي. لقد اصطحبت أعضاء لجنة المناطق إلى مليلية وسافرت لبروكسيل مرتين”.
وبشأن ما إن كان قد ناقش الموضوع مع رئيس الحكومة، أوضح أنه راسله، ورد عليه سانشيز بالشكر، ثم شرح له الاحتمالات وأخبره بأن لجنة الأقاليم ستجدد في 2025، متابعاً: “يجب أن يكون الطريق مهيأ لسبتة ومليلية لتكونا حاضرتين في اللجنة”.
أما بالنسبة لانضمام مليلية إلى الاتحاد الجمركي الأوروبي، فقد اعتبر أنه “أكثر تعقيدا”، مضيفاً: “نظام مليلية مختلف الآن، ولا نريد أن نفقد مزايا نظامنا الضريبي، كما أن القرار يجب أن توافق عليه جميع دول الاتحاد الأوروبي. هناك طريق وسط، وهي البحث عن منطقة اقتصادية خاصة مثل جزر الكناري”.
ووصل دي كاسترو لرئاسة حكومة مليلية المحتلة، في الانتخابات البلدية لسنة 2019، وذلك بعد تحالف بين سيودادانوس، والتحالف من أجل مليلية، الذي يقوده مصطفى أبرشان، لإنهاء هيمنة حزب الشعب على تدبير شؤون المدينة منذ عقدين، غير أنه سرعان ما طرد من حزبه بسبب مشاكل داخلية.
ويتنافس على رئاسة المدينة المحتلة في انتخابات 28 ماي جاري، كل من خوان خوسي إمبرودا، عن الحزب الشعبي، الذي يطمح إلى العودة للمنصب، بعد توليه لسنوات طويلة قبل 2019، ودنيا المنصوري عن التحالف من أجل مليلية، وغلوريا روخاس عن الحزب العمالي الاشتراكي، وخوسيه ميغيل تاسوندي، عن “فوكس”، وغيما أغويلار عن “بوديموس”.
تعليقات الزوار ( 0 )