عقب بدء تفشي فيروس كورونا المستجد في المغرب، شهر مارس الماضي، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ، وفرضت حجرا صحيا في كامل التراب الوطني، مقررةً إغلاق وتوقيف العديد من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمهنية، من بينها المقاهي والمطاعم، التي اضطرت لتعليق خدماتها لحوالي ثلاثة أشهر.
وبعد تحسن الوضع الوبائي، سمحت الحكومة للمقاهي والمطاعم، باستئناف خدماتها بشرط تقديم طلبات الزبناء لهم خارج المحل، هو الأمر الذي أدخل العديد من أربابها في اختبار جديد لم يعتادوا عليه، وهو تسليم الزبناء طلبياتهم في الخارج، أو توصيلها إلى بيوتهم أو مقرات عملهم.
وبالرغم من سماح الحكومة بعدها، بتقديم طلبات المقاهي والمطاعم بعين المكان، مع عدم تجاوز نصف الطاقة الاستيعابية، إلا أن العديد من المهنيين، فضلوا الاستمرار في تقديم خدمة التوصيل، نظرا لأنها أكسبتهم زبناء جدد، يصعب عليهم القدوم إلى المقاهي يوميا، نظرا للانشغالات والعمل.
وانضافت العديد من المقاهي والمطاعم، إلى لائحة مقدمي خدمات التوصيل عن بعد، بعدما فرضت الجائحة على المهنيين، ابتكار أساليب جديدة لتفادي استمرار تأزم الوضع الاقتصادي للقطاع، إلى جانب إيجاد حلول مبتكرة للتعايش مع الفيروس التاجي، والقرارات التي يمكن أن تتخذها السلطات لاحتوائه في المستقبل.
ولم تستطع المقاهي التي لا توفر خدمة التوصيل عن بعد، أو تلك التي لم تتمكن من توفيرها، العودة للعمل خلال المرحلة الأولى من رفع الحجر الصحي بشكل تدريجي، حيث ظلت مغلقة لما يقارب الشهر، بعد منح الضوء الأخضر لعودة نشاطها، قبل أن تتمكن من استئناف العمل، بعد أن أذنت الحكومة للمقاهي والمطاعم بفتح أبوابها في وجه الزبناء دون تجاوز نصف الطاقة الاستيعابية.
ويرى مجموعة من أرباب المقاهي، بأن خدمة التوصيل عن بعد، ستتيح لهم كسب المزيد من الزبناء في المستقبل، الأمر الذي جعلهم يضيفونها إلى لائحة الخدمات التي يقدمونها، بعد أن قاموا بوضع رقم الهاتف للاتصال، وترويجها في مجموعات وصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، تضم زبناء محتملين من المنطقة التي يتواجدون بها.
وفي هذا السياق، كشف تقرير صادر عن وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصينية، أن خدمات التوصيل عبر الإنترنت، عرفت إقبالا كبيرا، خلال الشهور الماضية، وساهمت في استقرار التشغيل في البلاد، مشيراً إلى أن هذا النوع من الخدمات ارتفع بشكل لافت من شهر يناير إلى غاية شهر مارس الماضي.
وتوقع التقرير بأن تعرف خدمات التوصيل عن بعد، ارتفاعا غير مسبوق في السنوات الخمس المقبلة، في ظل نمو الأنشطة الاقتصادية والمهنية التي تعتمد على هذا النوع من الخدمات، وهو ما يرى البعض بأنه يعني المغرب أيضا، الذي يشهد هو الآخر، ترويج العديد من المهنيين والحرفيين لخدماتهم على الإنترنت.
يشار إلى أن العديد من الدراسات الدولية، تؤكد بأن الخدمات المقدمة عن بعد، عبر الإنترنت أو الهاتف، ستعرف تطورا كبيرا في الفترة المقبلة، خاصة بعد مرحلة جائحة كورونا، التي أثبتت أن الخدمات المقدمة من عين المكان، يمكن أن تؤدي إلى العديد من التداعيات السلبية، على رأسها الأضرار الصحية، التي أبان عنها “كوفيد19”.
تعليقات الزوار ( 0 )