أقوى الأنظمة الصحية تصاب بالرعب بسبب فيروس !! هل هو مجرد صدفة ولدت خلسة من دهاليز الطبيعة ، أم أنه رعب موجه لغايات استراتيجية !!
أقوى الدول الصناعية العظمى تصاب بالإنهيار النفسي جراء لخبطة حاصلة بفعل فاعل !! ترى ما سبب ما يقع ، في ظل ما وصله العلم من تقدم لم تصله الإنسانية قط !!
أقوى البلدان الإمبريالية ، كالتي بلغت الفضاء البعيد ، و صنعت الأسلحة البيولوجية و الصواريخ البالستية ، و غيرها من الترسانات الفتاكة ، تعاتب حظها و تبكي الحال جراء فيروس غامض !! و تنتظر موتا يجيء من فيروس مركب بما يستعصي على العلم فهمه !!
أقوى الإكتشافات العلمية و الإختراعات الطبية ، في زمن الطفرة الجينية و الهندسة الوراثية ، تعجز عن ايجاد علاج لفيروس !! ماذا خلف هكذا فرضية سوى ألف سؤال يتناسل حول مصوغات الحاصل من ردة طبية !!
من الجمرة الخبيثة ، نحو جنون البقر ، إلى أنفلووانزا الطيور ثم الخنازير ، في اتجاه إيبولا ، و الأسئلة مشروعة في علاقة البيولوجيا بالنيو – امبريالية ، في كنف منظومة 《الحقيقة》العلمية التي اضحت منذ عقود تجل للهيمنة ، و ميشل فوكو كان عميقا في تأسيس الحقيقة على قاعدة السلطة ؛ و السلطة هنا متعددة !!
ترى كيف انزاح العلم تحت تأثير شروط الهيمنة بعد ” مالتوس ” ؛ و نظيمة الإقتصاد ينمو بمعادلة حسابية و البشر ينمو بمتتالية هندسية ، و تنظيم النسل و دعم الحروب آليات ” علمية ” لضبط التوازن بين البشر و الإقتصاد خدمة للسوق . فهل الفيروسات تدخل ضمن توصيات مالتوس ، أم هي مدخل لإخضاع الديموغرافيا لتوازن الرعب !!
هل فيروس كورونا وصفة ” سحرية ” خارجة عن السيطرة أمام مرأى و مسمع من علماء الذرة و البيولوجيا بعد استنساخ نعجة دولي ، بعدما تمردت على نسق المختبرولوجيا لتصنع الرعب على حين غفلة من العلم السياسي التسلطي !!
ألا يجوز اعتبار الفيروس كوفيد 19 فضح استراتيجي للتنافس الإقتصادي بين الغرب الرأسمالي و قوة كونفوسيوس التي لها تجربة مع دسائس الغرب منذ حروب الأفيون قبل قرنين من الأن !!
ماهي يا ترى الأسرار التي قد تكون جانبية لما يعيشه العالم من رعب موجه عبر فتح السماوات و الأراضين بفضل العولمة التي عولمة الفضاءات الرمزية قبل ان تعولم الفيروسات و الأوبئة و الإرهاب !!
ترى هل يدخل الرعب البيولوجي في سياق الإرهاب الذي يقض مضجع الإنسانية ، و يخلق سلوكات ثقافية و استهلاكية جديدة موجه عبر مأسسة الخوف و انتاج الفوبيا !!
ألا يؤسس فيروس كوفيد 19 لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية قوامها إخضاع البشر لسلطة المختبر بما يفند فرضيات نجاح تجارب الإستنساخ و زراعة الأعضاء و الخلايا الجدعية و التحول الجنسي و علم التجميل ، و غيرها من تمظهرات الطفرة الوراثية التي تجعل هذا القرن قرنا للبيولوجيا العسكرية !!
ماذا لو استمر هذا العالم على منوال هذا الرعب لشهور ، و كيف ، على اثر ذلك ستتشكل علاقات الإنتاج على ضوء ادوات الإنتاج و وسائله بعد حصول الفوضى في عمليات الإستهلاك ، و ما ينتج عن ذلك من توثر عمليات الإنتاج في عقد الغرب المنتج ، و كأن لسان الحال يؤكد أن فيروس كورونا سيخلخل علاقات الطلب بالعرض و سيحرك بركة التضخم لصالح تحريك الرساميل لتفادي سقوط الليبرالية المتوحشة !!
هل يجوز ، من خلال تدبير علاقات التسلط الدولي ، اعتبار هذا الخوف المبالغ فيه ، بتوجيه من سلطة الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي ، شكل جديد للفوضى الخلاقة التي تخلق الفوضى لتبلغ النظام ، عبر منحى النافدة المفتوحة على الجحيم !!
كيف يمكن اقناع العالم بعد اكتشاف اللقاح المناسب لهذه الجائحة بأن الفيروس حقيقة لا ترتفع ؛ و هو أبعد ما يكون عن الحرب الباكتورولوجية ، حتى ان مختبرات القوى العظمى منكبة ، بصدق ، على اكتشاف العلاج . ثم هل يستطيع العالم ان يظل بمنأى عن فيروسات اخرى أكثر فتكا بالإنسان في القادم من الزمن السلطوي خدمة لأجندة الهيمنة من مداخل ما أسميه ب ” التسلط المختبرولوجي ” !!
هل تندرج مواكبة المنظمة العالمية للصحة لتطور الفيروس ، و إعلان انتقال الحالة من فيروس عادي إلى وباء ثم الى جائحة ؛ لدرجة أعلنت فيه القوى الصناعية العظمى حالات طواريء ، و هو ما لم تعرفه منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية ، و أغلقت مطارات و موانيء و أعلنت حالة الحجر الصحي على دول بأكملها ، في مضمار التسويق التجاري لمخاطر حقيقية محذقة بالبشر ، إيذانا بالتمهيد لإعلان اكتشاف علاج ؛ و هو ما لن يخرج عن دائرة القوى العظمى نفسها ، لصالح تحريك الرساميل و تفادي تضخم البورسات !!
أليسا حريا الإعتراف أن الإنسانية فعلا تعيش مأزقا وبائيا حقيقيا ، بشكل يؤكد ان سلطة الميتافيزيقا فعلت فعلتها ، بما يضحد فرضية المؤامرة التي تغلب على كفة التحليل ، انسجاما مع ما تحتفظ به الذاكرة الجماعية للعالم من مؤامرات كبرى و دسائس ذكية . و ما يقع فعلا قدرا مقدرا يستحق قراءة اللطيف هنا و يسترعي خطبة ” مقدسة ” من لدن البابا المسيحي طلبا للطف بما جرت به المقادر !!
إن هذه الأسئلة تشكل براديغما للتفكير السوسيولوجي ، حول ميكانيزمات اشتغال التنظيمات، والأنتثروبولوجي ، من خلال محاولة فهم منطق الخوف الجماعي بما يسترجع زمن الطوطم و البحث عن قرابين تليق بغضب السماء ، لعل الجسد ينجو من عقاب الآلهة ، و السياسي عبر تفكيك جوهر السلطة كشكل من اشكال تنميط قوالب التفكير و نمدجة الذوق و قولبة السلوك الجماعي.
وذلك تجاوزا لانتصار الفرد الذي فشل في تحقيق مرامي التسلط الرأسمالي ، و الأيديولوجي الذي يجعل الحقيقة نسبية مهما عظم حافز التسويق ، حتى ان الأيديولوجيا تقتل العلم كما كان يؤكد لوي ألتوسير ، و بما يقوى رجحان الفهم المعتمد من لدن ميشل فوكو للحقيقة.
و حسبي إن اتخاذ الحيطة ملزم لكل ذات عاقلة حرة و مسؤولة ، من منظور القاعدة الفقهية ” درء المفسدة أولى من جلب المصلحة ” ، كما أن التسلح بالحذر الإبيستيمولوجي ضروري لإخضاع خطابات الإعلام للنقد المركب ، دون تهويل و بلا استخفاف.
و لأن الوطنية المؤسسة على الروح المواطنة تقتضي وضع الذات رهن اشارة الذوات المنتمية الى وحدة البوثقة ، فإنني لن أتوانى جهدا في الإنخراط في كل ما من شأنه أن يستجيب لنداءات الدولة خدمة للأمن القومي لوطني . و ختاما للميتافيزيقا أتودد ان تجعل نار كوفيد 19 بردا و سلاما على الإنسانية جمعاء.
*ناشط حقوقي وكاتب رأي
أسئلة حارقة أظن أن ليس لها أجوبة من لدن المعنيين بالأمر ومن لدن دوي الاختصاص خاصة إن كانت فلها استراتيجية من الإمبريالية المتوحشة بمنظور التحكم و في السرية داة التنافس الإقتصادي و بدواعي أخرى لا يعلمها الا هم أنفسهم، وكم من عالم قطى عليه علمه.