بصمت جهات المغرب على مشاركة ناجحة على الأراضي الإيبيرية. فقد لفت العرض السياحي الذي تم تقديمه خلال الدورة الـ45 للمعرض الدولي للسياحة “فيتور 2025” في مدريد انتباه الزوار العاديين والمستثمرين على حد سواء، الذين انبهروا بغنى العرض وتنوعه.
وقد خصص الرواق المغربي في هذا الحدث السياحي العالمي البارز مساحة خاصة لجهات المغرب لاستعراض إمكانياتها السياحية الكبيرة والكشف عن معالمها الطبيعية والتراثية والثقافية.
ومن خلال أجنحتها، تقدم الجهات لوحة متنوعة من التجارب الأصيلة للسفر والاكتشافات الفريدة وغير المتوقعة، التي تجعل من المغرب وجهة متفردة وذات قيمة مضمونة.
وخلال هذا العام، تم تسليط الضوء على جهتي الرشيدية وطنجة اللتين تمثلان رمزين حقيقيين للتراث الثقافي والطبيعي للمملكة. وقد تم تخصيص مساحة مميزة لهما داخل الجناح لإبراز مؤهلاتهما الفريدة وإبراز غنى منتجاتها المجالية.
وأكدت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، إن الرواق المغربي في هذا المعرض الدولي يقدم جميع الفرص السياحية التي توفرها المملكة. كما يسعى إلى أن يكون واجهة للتميز للسياحة المغربية المزدهرة.
وتحظى هذه الدينامية الحميدة للسياحة الوطنية بالدعم على المستوى الجهوي من قبل فاعلين ملتزمين، على غرار رقية العلوي، رئيسة المجلس الجهوي للسياحة في طنجة-تطوان-الحسيمة، التي تؤكد أن الجهات رافعة حقيقية لتثمين الإمكانيات الاقتصادية للبلاد.
وقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: “لقد حرصنا على الحضور بقوة، بوفد مكون من منتخبين وممثلين عن الغرفة التجارية والمجلس الجهوي للاستثمار، لأننا ندرك الفرصة الثمينة التي يمثلها هذا النوع من الفعاليات للترويج لجهتنا وجذب المستثمرين وتكريس رؤية 2030 للتنمية السياحية”.
ومع تعزيز الربط الجوي الذي يربط تطوان بالمدن الإسبانية مثل مدريد ومالقة وإشبيلية، لا تستعرض جهة الشمال شواطئها المشمسة فحسب، بل أيضا مناظرها الطبيعية الغنية، مع مواقع مميزة مثل شفشاون، “اللؤلؤة الزرقاء”، التي تحظى بترويج خاص في السوق الإسبانية.
أما في جهة الجنوب، فتبرز درعة تافيلالت كأرض العجائب، حيث تجذب كثبان مرزوكة الذهبية أعدادا كبيرة من الزوار سنويا.
وفي تصريح مماثل، أفاد سفيان بشار، ممثل مجلس جهة درعة تافيلالت، بأنه “في عام 2024، استكشف أكثر 10 آلاف سائح، معظمهم من الإسبان، المنطقة، وكانت مرزوكة على رأس وجهاتهم المفضلة”.
وأشار إلى أنه من أجل الحفاظ على هذا الزخم الملحوظ، تركز المنطقة على تثمين موروثها الطبيعي والثقافي، مع تسريع وتيرة المشاريع المهيكلة مثل إعادة فتح الفنادق المغلقة في ورزازات.
كما حرصت جهة مراكش آسفي على أن يكون لها حضور لافت ومشاركة نشطة للغاية في معرض مدريد. والهدف من ذلك هو تعزيز موقعها كوجهة أولى للسياح الإسبان في المغرب وتعزيز مكانتها الرائدة بين الزوار الدوليين.
وقال رئيسها سمير غودار إن مشاركة جهة مراكش بوفد كبير تتجاوز مجرد الترويج للمدينة الحمراء، مضيفا “نحرص على دعم جميع الفاعلين المغاربة الحاضرين هنا، بروح تهدف إلى تعزيز دينامية جماعية تسهم في إشعاع السياحة الوطنية على المستوى العالمي”.
ويُعد “فيتور” ثاني أكبر معرض على المستوى الدولي مخصص لصناعة السياحة، والرائد في الأسواق الأيبيرية والأمريكية اللاتينية.
ويشكل بذلك منصة مثالية للترويج لوجهة المغرب لدى كبار الفاعلين العالميين في هذا القطاع.
وتشهد نسخة هذه السنة مشاركة أكثر من 9500 شركة من 156 دولة، ويتوقع أن يعرف هذا العام مشاركة قياسية من المهنيين (150 ألف) والزوار (100 ألف).
تعليقات الزوار ( 0 )