شارك المقال
  • تم النسخ

فقدان الثقة والوعي السياسي يدفع الشباب إلى التفكير في إنشاء أحزاب سياسية جديدة

عرفت الساحة السياسية المغربية، خلال العقد الأخير، ظهور مبادرات شبابية، تدعو إلى القطيعة مع الفعل السياسي التقليدي، لما يحمله الأخير من تراكمات، مست المشهد السياسي المغربي، حيث برهنت على عدم قدرتها على مواكبة التطورات والتغيرات على مستوى السلوك السياسي.

وتأتي هذه المبادرات، في سياق ما سمى ما بعد ‘’الحراك الشعبي’’، الذي شارك فيه وقاده الشباب المغربي، خلال 2011، حيث انقلبت موازين القوى، وظهرت أصوات منادية بحل الأحزاب التقليدي، وآخرون يطالبون بتشبيب القيادات، فيما اختارت فئة من الشباب المغربي النشيط، خوض غمار التأسيس لفكرة ‘’حزب سياسي شبابي’’، بعيدا عن التنظيمات التقليدية.

وخلال الفترة الممتدة بين سنة 2011 و2021، ظهرت مبادرات شبابية لتأسيس الأحزاب، قادها شباب مستقلون وخريجي المؤسسات الحزبية التقليدية، بعضها بقي حبيس التنظير، والبعض الاخر مازال يقاوم ويحاول إيجاد موطئ قدم بين عشرات الأحزاب التي عاصرت ‘’زمن الرصاص’’.

وفي سياق متصل، قال عمر إسرى المنسق الوطني لإحدى المبادرات الشبابية إن ‘’الشباب سئم من تحويله إلى ديكور داخل الأحزاب، ومن الممارسات اللاأخلاقية للكثير منها، بالإضافة إلى غياب الديمقراطية الداخلية وشيخوخة الأفكار، والشباب اليوم اقتنع بأن الأحزاب لم تعد قادرة على تبني قضاياه وتطلعاته وإكراهاته ومشاكله.

مضيفا في تصريحه لمنبر بناصا أن ‘’العديد من الشباب، أصبح مقتنعا بضرورة ظهور حزب شبابي جديد، لن يعوض الأحزاب لكنه سيكون متنفسا وقيمة مضافة للمشهد السياسي، وهنا لا بد من الأحزاب أيضا وبالموازاة، من إجراء تغيير وإصلاح جذري من الداخل، حتى تتجاوز الممارسات والسلوكات المتردية وتجديد فكرها ونخبها، لتصبح قادرة على حمل هموم الشباب وتتحدث بلغتهم وتستجيب لطموحاتهم’’.

وأكد المنسق الوطني لمشروع ‘’حزب التجمع من أجل التغيير الديمقراطي’’ على أن الأخير يعد أول مشروع حزبي شبابي في تاريخ المغرب، وأن فكرة التأسيس جاءت بعد إعمال نقد ذاتي وموضوعي صارم لمقارباتنا في الماضي، والمرتكزة على المقاطعة والاحتجاج و”المقعد الشاغر”، و كذا لانهيار السلوك والممارسة السياسي، عندما أصبحت الأحزاب على هامش التغيير الديمقراطي وغير قادرة على ممارسة أدوارها الأساسية، وعلى رأسها التأطير’’.

مشيرا في ذات السياق، إلى أن ‘’عددا مهما من الشباب أنهكته الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبطالة، من جهة، وفشل التعليم والإعلام والأسرة في ترسيخ قيم المواطنة والوطنية والالتزام والانضباط و الأمانة في الناشئة من جهة أخرى، حتى صار بعضهم يركب أمواج البحر بحثا عن جنة غير موجودة، و بعضهم صار ضحية للإدمان والعنف بغطاء رياضي و فني، وصولا إلى تحوله إلى لقمة صائغة أمام الأفكار التخريبية المستوردة الهدامة وعلى رأسها الإخوانية والوهابية’’.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي