إن الدبلوماسية المغربية المعاصرة لها أسس ومرتكزات تعمل بها حينما تباشر عملها الخارجي وفق إستراتيحية معقلنة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،بغية تعزيز العلاقات وإرساء القواعد والمبادىء التي تحكم الحقل الدبلوماسي المغربي،و من المعلوم ان السياسة الخارجية المغربية اتجاه أمريكا اللاتينية نظرا لاهمية هذه المنطقة ومكانتها في الساحة الدولية ، حيث ساهمت الدبلوماسية المغربية في تعميق استراتيجية الاحتواء من خلال التنظيمات الإقليمية في امريكا اللاتينية وكذلك من خلال التعاون مع هذه التنظيمات في المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية والسياسية، أو التعاون الثنائي مع بعض البلدان في إطار التعاون جنوب-جنوب .
والجدير بالذكر أن، هذه المنطقة اثرت بشكل كبير على ملف الصحراء المغربية باعتبارها المحور الجوهري في السياسة الخارجية المغربية، حيث توالت عدة اعترافات بالجمهورية الوهمية من قبل بعض الدول في امريكا اللاتينية ،مما دفع المغرب بتبني الاسلوب الجديد في السياسة الخارجية ما يسمى بالدبلوماسية الاستباقية الاقتصادية او احياء العلاقات الدبلوماسية الثنائية مع هذه الدول رغم اعترافها بالجمهورية الوهمية.
ومن هذا المنطلق لقد حاولت المملكة المغربية بإحتواء مجموعة من الدول بأمريكا اللاتينية التي كانت تعرف بالبوليساريو كسلفادور وبوليفيا ،حيث قامت هاتين الدوليتين في الأونة الأخيرة بسحب إعترافهما بالجمهورية المزعومة ،كما نشير إلى أن البوليفية من ضمن الدول التي كانت في خانة الدول الصعبة بإحتوائها ،ولكن الدبلوماسية المغربية الناعمة اقنعتها بأن الموقف المغربي هو الحل الأنجع و الواقعي لهذا النزاع ، مما دفع هذا البلد بتدارك وسحب موقفه السلبي من قضية الصحراء المغربية .
والآن تتجه الأنظار نحو دولة الأوروغواي التي تم تنصيب رئيسها خلال الأيام الماضية ،حيث حضر في هذا التنصيب رئيس مجلس المستشارين المغربي السيد حكيم بنشماس الذي يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحفل ،وفي هذا الإطار حاولت المملكة المغربية التقرب من الحزب اليميني الوسط الفائز بالإنتخابات التي أجريت في نونبر الماضي2019 ،مما يعطي الأمل للمغرب بسحب أعترافه بالبولساريو، و التغيير في الموقف السلبي لهذا البلد الواقع بأمريكا اللاتينية من قضيتنا الترابية ،في حين يشكل إعلان رحيل التحالف اليساري “جبهة أمبليو” عن السلطة، خيبة الأمل للكيان الوهمي ، علما بأن الأورغواي اعترفت بالجمهورية المزعومة في دجنبر 2005 .
تعليقات الزوار ( 0 )