أعلن برونو ريتايو، وزير الداخلية الفرنسي، أن فرنسا ستقدم قريبًا إلى الجزائر قائمة تضم “عدة مئات من الأشخاص” الذين يتمتعون بملفات “خطيرة”، وذلك في إطار تصعيد جديد في العلاقات بين البلدين.
وجاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها الوزير على قناة “بي أف أم تي في”، حيث أكد أن الحكومة الفرنسية مصممة على الحفاظ على “خطها الصارم” في التعامل مع قضايا الهجرة والأمن.
وأوضح ريتايو أن هذه الخطوة تأتي كجزء من “اختبار حقيقي” لمدى تعاون الجزائر مع فرنسا في استعادة مواطنيها الذين يُعتبرون تهديدًا للأمن الفرنسي.
وقال: “سنقدم للجزائريين قائمة بعدة مئات من الأشخاص الذين ثبت أنهم جزائريون وخطيرون. وهذه ستكون لحظة الحقيقة”.
وأضاف أنه في حال عدم استجابة الجزائر، فإن فرنسا “لا تستبعد أي خيار”، بما في ذلك إعادة النظر في اتفاقيات 1968 التي تنظم العلاقات بين البلدين.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب اجتماع حكومي فرنسي مخصص لقضايا الهجرة، حيث طالب فرانسوا بايرو، رئيس حزب “الوسط”، بإعادة النظر في اتفاقيات 1968 بين فرنسا والجزائر خلال شهر إلى ستة أسابيع، مع التهديد بإلغائها في حال عدم الامتثال.
ووصف ريتايو الوضع الحالي بأنه “مواجهة” بين البلدين، مشيرًا إلى أن الجزائر “لا تحترم القانون الدولي ولا الاتفاقيات الموقعة مع فرنسا”.
وأشار الوزير الفرنسي إلى حادثة طعن في مدينة ميلوز، قام بها جزائري تم تقديمه 14 مرة لبلاده دون استجابة، مما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية الفرنسية.
وقال: “لا أريد أن أكون مسؤولًا عن تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل. الجزائر يجب أن تتحمل مسؤوليتها في استعادة مواطنيها”.
وهدد ريتايو بفرض “ردود فعل متدرجة” في حال عدم تعاون الجزائر، بدءًا من إلغاء إعفاء الدبلوماسيين الجزائريين من تأشيرات الدخول إلى فرنسا، وصولًا إلى إلغاء اتفاقيات 1968 بالكامل.
كما أشار إلى ضرورة أن تلتزم شركة “الخطوط الجوية الجزائرية” بالإجراءات الإدارية الفرنسية، مما يعكس تصعيدًا في الإجراءات التي قد تؤثر على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
وأكد الوزير الفرنسي أن “العداء يأتي من الجانب الجزائري”، مشيرًا إلى سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الجزائر مؤخرًا، مثل استبعاد الشركات الفرنسية من المناقصات العامة، واستبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية في التعليم الابتدائي، وإعادة إدخال عبارات معادية لفرنسا في النشيد الوطني الجزائري. كما أشار إلى توقف التعاون الأمني بين البلدين بشكل شبه كامل.
وفيما يتعلق بالانتقادات التي وجهها حزب “التجمع الوطني” المعارض، قال ريتايو إنه لا يأبه بها، بل يعتبرها دليلًا على نجاحه في استعادة ثقة الناخبين الذين ابتعدوا عن الأحزاب التقليدية.
وأضاف: “أصبحت هاجسًا للتجمع الوطني لأنهم يرون فيّ سياسيًا قادرًا على إعادة أولئك الذين تركونا إلى بيتنا المشترك. هذا يعطيني دافعًا إضافيًا لمواصلة عملي”.
تعليقات الزوار ( 0 )