اعترفت مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، اليوم الاثنين، أنها تعرضت لخسائر كبيرة خلال قتال شرس مع مقاتلي الطوارق (الأزواد) وفصائل أخرى قرب حدود مالي مع الجزائر.
وأعلنت السلطات العسكرية الحاكمة في مالي، في يناير 2024، عن إنهائها لاتفاق السلم والمصالحة لسنة 2015، ودخولها في حرب بدعم من مقاتلي “فاغنر”، ضد حركات الأزواد.
وقالت حركة (الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية) في بيان، أول أمس السبت، إنها استولت على مركبات مدرعة وشاحنات وناقلات خلال القتال الذي دار في بلدة تين زاوتين الحدودية.
ومن جانبها، أكدت “فاغنر”، في بيان لها، أن قواتها قاتلت في صف جنود مالي من 22 إلى 27 يوليوز، بالقرب من تين زواتين، بقيادة سيرجي شيفتشينكو، الذي يحمل الاسم الحركي (بوند).
وأوضح “فاغنر”، أن “مجموعة بوند” قضت في اليوم الأول، على “أغلب الإسلاميين وجعلت البقية يهربون”، قبل أن تتيح عاصفة رملية لمن أسمتهم بـ”المتطرفين”، “إعادة تنظيم أنفسهم وزيادة أعدادهم إلى ألف شخص”.
واسترسلت، أن مقاتليها، “صدوا هجوما جديدا، غير أن وطأة إطلاق النار الكثيف من المتمردين تسببت في خسائر في صفوف فاغنر والجيش المالي”، معلنةً عن مقتل قائد “مجموعة بوند” شيفتشينكو.
الأزواد يعلنون عن تحقيق “انتصار كبير”
من جانبها أعلنت حركات الأزواد، عن “تحقيق انتصار كبير” على الجيش المالي وحلفائه الروس بعد ثلاثة أيام من “قتال عنيف” في بلدة تينزواتين الواقعة شمال البلاد، والقريبة من الحدود الجزائرية.
وقال محمد المولود رمضان، المتحدث باسم تحالف جماعات الأزواد، في بيان: “دمرت قواتنا بشكل نهائي قوات العدو السبت، وتم الاستيلاء على عربات وأسلحة مهمة أو إتلافها. وأُسر عدد قليل من الناجين من صفوف القوات المسلحة المالية وميليشيا فاغنر (الروسية)”.
ومنذ الخميس الماضي، اندلعت معارك غير مسبوقة، منذ أشهر في بلدة تينزاواتن بين الجيش وحلفائه من مرتزقة “فاغنر” من جهة وتنسيقية حركات أزواد من جهة أخرى، وهي تحالف جماعات انفصالية يهيمن عليها الطوارق.
وفي صفوف القوات المسلحة لتنسيقية حركات أزواد قُتل سبعة جنود وأصيب اثنا عشر بجروح، بحسب البيان، مضيفاً أن تحالف جماعات الطوارق “يشيد بهذا النصر الذي حققه رجاله، مدعوما بصور ومقاطع فيديو خلال كل هذه المعارك”.
وتابع “لا يمكن لأي مجموعة أو أي دعاية أخرى معادية لالتزامنا أن تسرق انتصارنا الكبير”.
ولم يعلن الجيش المالي وحلفاؤه الروس عن حصيلة، في حين أرسل المتحدث باسم الانفصاليين مقاطع فيديو إلى وكالة “فرانس برس” تظهر جثثا عديدة تعود لأفراد في هذا المعسكر.
أسرى
وتُظهر بعض مقاطع الفيديو الأخرى، التي اطلعت عليها “بناصا”، عدداً من الجنود البيض، الذين يُرجّح انتماؤهم إلى مرتزقة “فاغنر”، من ضمن الأسرى الذين احتجزتهم حركات الأزواد.
وأكد مسؤول محلي منتخب وموظف سابق في بعثة الأمم المتحدة في كيدال لـ”فرانس برس” أن “الجيش المالي انسحب”، وأن 15 من مقاتلي “فاغنر” على الأقل قتلوا أو أسروا، لافتا إلى أنها حصيلة موقتة.
بدوره شدد موسى آغ إنزوما، أحد قادة الحركة الأزوادية، أن “عشرات من أفراد فاغنر والقوات المسلحة المالية قتلوا وأسروا”.
وفي بيان آخر، تحقّقت من صحّته “سايت”، وهي منظمة أميركية غير الحكومية المتخصّصة برصد التنظيمات المتطرفة على الإنترنت، قالت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة إنّ جهادييها نصبوا كميناً لقافلة تابعة للجيش المالي وحلفائه الروس من مرتزقة “فاغنر” جنوب بلدة تنزاواتني.
وشددت الجماعة الجهادية، في بيانها، أنّ الكمين أسفر عن مقتل 50 مرتزقاً روسياً و10 عسكريين ماليين، في حصيلة لم تتمكّن فرانس برس من التحقّق من صحّتها.
لكنّ “تنسيقية حركات أزواد” سارعت إلى نفي أيّ مشاركة للجهاديين في قتال الجيش وحلفائه الروس، متّهمة “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” بمحاولة سرقة هذا “الانتصار الكبير”.
من جانبه، أكّد الجيش المالي في بيان أنه “ليلة 26 إلى 27 يوليو 2024، بدأت وحدات القوات المسلحة المالية التي تقوم بدوريات في قطاع تينزاواتن منذ ثلاثة أيام، تراجعها”.
واسترسل أن المنطقة “تخضع للمراقبة ويتم متابعة الوضع عن كثب”، لافتا الى أنه “تم التعامل بنجاح مع خمسة أهداف إرهابية بواسطة طائرات القوات المسلحة المالية”.
وتعيش مناطق شمال مالي، على وقع الحرب منذ نهاية عام 2023، بعد هجوم شنه الجيش المالي أدى إلى الاستيلاء على كيدال، قبل أن تعلن باماكو لاحقا، عن إنهائها لاتفاق تمنراست 2015، ودخولها في مواجهة مسلحة ضد “الطوارق”.
وتحالف الجيش المالي مع مرتزقة “فاغنر”، لمساعدته في عملية القضاء على حركات الأزواد، التي تطالب باستقلال الإقليم، بسبب التهميش الذي يتعرض له من قبل العاصمة باماكو.
(بناصا + وكالات)
تعليقات الزوار ( 0 )