قالت الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن “أوضاع مدينة ابن جرير “عاصمة” إقليم الرحامنة، لم تتغير بل ساءت أحوالها كثيرا، وهي المدينة التي قيل عنها الكثير ونسجت عنها الأساطير حول التنمية والإقلاع الإقتصادي، وهي المدينة التي قيل عنها إنها محظوظة لعدة عوامل لا يتسع المجال هنا للخوض فيها”.
وأوضح محمد الغلوسي، رئيس الجمعية السالف ذكرها، أن “هذه المدينة مقسمة إلى شطرين لاعلاقة تربط الشطرين فيما بينهما، مدينة تسير بإيقاعين مختلفين، المدينة الخضراء المحسوبة على هولدينغ الفوسفاط وفيها الحدود الدنيا للحياة، وشطر آخر يعيش البؤس والتهميش والإهمال وكل ما تريد من معاني القبح”.
وشدد المصدر ذاته، على أن “حال مدينة ابن جرير يدمي القلوب، وهي أقرب إلى الدوار منها إلى المدينة، ظلام، عربات مجرورة بدواب في كل الإتجاهات، حفر واضحة، أرصفة تعلوها الأثربة، أزقة بدون تزفيت لاتستحق أن تكون كذلك ومخدرات، وشباب بدون عمل”.
وأضاف الغلوسي، أن “المدينة يطغى عليها الفقر والبطالة، والأحياء المهمشة، وفيها كل شيء إلا الحد الأدنى من الكرامة وشروط الحياة البسيطة، مدينة يعلوها الغبار في كل مكان ومجرد أن تتحرك رياح بسيطة جدا لا يمكنك أن ترى أحدًا، بإختصار هي مدينة إذا قارنتها بمدن صغيرة جدا جدا يبدو لك الفرق شاسعا”.
ولفت رئيس “حماة المال” أن “المدينة تزخر بموارد مالية وإقتصادية كبيرة وبموارد بشرية كفأة، مدينة فوسفاطية، لكنها اليوم تلبس السواد وتندب حظها البئيس، ليبقى السؤال المؤرق هو: من يدفع هذه المدينة لتعيش هكذا أوضاع؟”.
وأشار المصدر نفسه، إلى “أنه لا يمكن تغطية الشمس بالغربال فالواقع العنيد ينطق بكل شيء، ولا يمكن مطلقا تجميل القبيح، والمبدئية والغيرة على المدينة تقتضي أن نتحلى بالشجاعة الأدبية ونسمي الأشياء بمسمياتها دون لف ولا دوران”.
وخلص الغلوسي، إلى أن “الواقع يفرض على كل الديمقراطيين والغيورين على مستقبل هذه المدينة أن ينتفضوا ضد واقع الإهمال والتهميش والحيف الذي يمارس على أهل وساكنة هذه المدينة الجميلة، وأن ينتفض أيضا المسؤولون كل من موقعه لإنقاذها قبل فوات الآوان”.
تعليقات الزوار ( 0 )