أثار مصرع أزيد من 24 شخصاً بعد غرقِ وحدة صناعية “سرية” في مدينة طنجة، صدمة المغاربة، حيث طالبت شريحة واسعة منهم في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، بفتح تحقيق عاجل في الكارثة، والكشف عن المسؤولين عنها مع ضرورة الحرص على عدم إفلات أي شخص متورط من العقاب.
وكانت ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، قد أعلنت في بلاغ لها، أن 24 شخصاً لقوا مصرعهم خلال غرق وحدة صناعية سرية، متواجدة بمرآب فيلا بحي الإناس بطنجة، فيما تم إنقاذ 10 أشخاص وأخدهم على وجه السرعة صوب المستشفى الجهوي لتلقي الإسعافات الضرورية.
وأثارت الواقعة الأليمة، موجة سخط عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، حيث تساءل مجموعة من النشطاء، عن الكيفية التي وُجد بها مصنع في حيّ معروف بطنجة، دون علم السلطات المحلية، التي يستحيل، حسبهم، أن يُبنى أي شيء دون أن تراه.
وكتب الصحافي أحمد مدياني في تدوينة ساخرة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “كا تجي عندك صاحبتك ولا صاحبك، الجيران والمقدم كيوصلوها لمحكمة لاهاي ومجلس الأمن.. دير معمل سري خدام لسنوات هانية..”، مضيفاً: “تفضحنا كلّ مرة فاجعة لا نتوقعها !”.
وتابع مدياني في تدوينة ثانية له: “مع كتحط ياجورة ورابعة تاع السيما وجوج بلات تاع الرملة.. ممكن تعيط ليك وزيرة السكنى بوشراب تسولك أشنو باغي تصنع.. معمل سري تحت فيلا.. واو.. اكتشف أنه سري..”، مردفاً: “وعوتاني غادي تدوز هذه الفاجعة لأننا نملك ذاكرة السمك !”.
وعن الموضوع نفسه، قال الصحافي محمد سعيد سوسي، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “السلطات تعلن أن المعمل وحدة إنتاحية سرية؟؟؟ ملي هي سرية ووحدة إنتاج، أين المقدم والشيخ والقايد والباشا؟؟؟ أين باقي الأجهزة الاستخباراتية؟؟؟”.
ومن جهتها قالت الإعلامية صباح بنداود، في تدوينة على حسابها بـ”فيسبوك”: “الجائحة لا تقتل إلا إذا اقتربت منها.. يقتل انعدام الضمير والمتواطئ والمتلهف على تكديس أرواح الناس دون حسيب أو رقيب”، متابعةً: “تسرب المياه لم يجد طريقه الصحيح، فحصد أرواح عمال انتهكت آدميتهم في السر رغم أن الجميع كان يعلم أن هناك معمل تحت أرضي يشتغل خارج القانون. فأصبحوا أرقاماً وعناوين وجنازات”.
وعن الموضوع نفسه، كتب عبد المنعم بيدوري، عضو حزب العدالة والتنمية، في تدوينة على “فيسبوك” أيضا: “لا علم للسطة به !! لا أحد سيصدق ذلك”، مسترسلاً: “السؤال ليس لماذا سمحت السلطة بوحدة صناعية سرية؟ السؤال هو: إلى أي مدى يمكن للسلطات أن تتساهل مع هذه الوحدات في خرقها لقواعد السلامة؟ !”.
وأردف بيدوري: “لو قام أي صحفي بتحقيق حول الوحدات الصناعية السرية، أو حتى القانونية، لهاله حدم الخروقات التي لا تقف عند حدّ”، مضيفاً: “سيفتح تحقيق كما فتح في فاجعة طان طان، ولن يخلص لشيء، وسيلقى المغاربة قدرهم مرة حرقاً ومرة غرقاً دون ترتيب للمسؤوليات ودون عقاب للمقصرين”، حسبه.
من جانبه، تساءل خالد أشيبان، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “معمل سري !! السلطة لي كاتسيق لخبار للمواطن ملي يالاه كاينوي يشري ياجورة يصلح بيها الطواليط غادي يخفا عليها وجود معمل سري داخليه ليه العمال وخارجين منو كل نهار؟ !”.
الناشط الفيسبوكي يوسف سعود، أوضح في تدوينة على حسابه الشخصي بأنه “فاش السلطة توصف المصنع بالسري وهو مخدم أمة الناس.. هذا تهرب من تحمل المسؤولية، بل تواطؤ.. مايمكنش مصنع سري بهاد الحجم والقايد معارف عليه والو، وفي زمن كورونا لي أدوار القياد تعاظمت فيه”.
ووصف ناشط فيسبوكيّ آخر، يدعى محمد الأيوبي، الواقعة بأنها كارثة، حيث كتب: “حصيلة جد ثقيلة تهز معمل النسيج السري بطنجة وعدد الضحايا لحدود الساعة 26، وهي كارثة عظمى تظهر حجم الهشاشة والاستهتار بالأرواح !! رحم الله شهداء لقمة العيش هؤلاء وألهم ذويهم جميل الصبر والسلوان”، على حد ما جاء في تدوينته.
يشار إلى أن عدد ضحايا فاجعة غرق وحدة صناعية “سرية” بطنجة، ارتفع إلى 26 شخصا، منهم 19 رجلاً، و7 نساء، فيما جرى نقل 10 أشخاص صوب المستشفى الجهوي لتلقي العلاجات الضرورية، علماً أن طواقم الإنقاذ التابعة لمصالح الوقاية المدنية، ما تزال تواصل البحث عن مزيد من المحاصرين المحتملين.
تعليقات الزوار ( 0 )