Share
  • Link copied

“فاتي فلور” و”عاشق الميلان” يثيران الجدل في الامتحان الجهوي للتربية الإسلامية

أثار امتحان جهوي للتربية الإسلامية لنيل شهادة الباكالوريا، نسب إلى الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين لجهة الداخلة وادي الذهب، جدلاً واسعا في المغرب، بعدما تحدث عن مواقع التواصل الاجتماعي وتضمن سامي “فاتي فلور” و”عاشق الميلان”، وهو ما اعتبر تقليلاً من شأن المادة، وعدم احترام لمكانتها.

وتحدث الامتحان عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في ترويج الشائعات بخصوص لقاح فيروس كورونا، لكونه منصة مفتوحةً للعموم، الأمر الذي يسهل للجميع كتابة تعليقات عن الموضوع دون الاكتراث لما يقوله علماء الأوبئة بشأنه، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على سلامة المواطنين، ضارباً مثالاً بأهل مصر الذين لم يشككوا في يوسف عليه السلام، وسلموه محاصيلهم ونجوا.

واعتبر مجموعة من أساتذة التربية الإسلامية بأن الامتحان يسيء للمادة، سيما وأنه أورد تعليقات افتراضية لمن سمّاهم بـ”فاتي فلور”، و”عاشق الميلان”، ما يعد تقليلاً من شأنها، خصوصاً أن معالجة القضية المذكورة كانت لتتم بالعديد من الطرق بدل هذه “الفضيحة”، على حدّ تعبير عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي المقابل، أوضح آخرون، أن النص يتضمن تحاملاً وتحريضا على نشطاء “السوشيال ميديا”، عبر تسفيه الآراء التي تتضمنها، معتبرين بأن استعمال لفظ “الفتنة”، لوصف مواقع التواصل الاجتماعي، يعد أمراً خطيراً للغاية، ومحاولة لحرمان الناس من أبسط حقوقهم وهو التعبير عن الآراء، سواء اتفقت مع ما قالته السلطات أو اختلفت معها.

وفي تعليق منسوب لأحد المفتشين بأكاديمية الداخلة، قيل إنه شارك في إعداد الامتحان موضوع الجدل، أوضح أن الأسماء التي وضعت في الوضعية التقويمية للاختبار مقصود لعدة اعتبارات، من بينها مخاطبة المتعلم بلغته المتداولة، بدون إسفاف ولا ابتذال، ولكن بلغة تربوية؛ كما جاء في الوضعية، حسبه.

وأضاف المصدر السابق أن قصد من أعد الامتحان، كان أيضا، أن تكون الحسابات مجهولة، لأنه، حسبه، أغلب الذين يخوضون في قضايا علمية وفكرية تربوية بدون حجة ولا برهان تكون هويتهم في العالم الافتراضي مجهولة، وبأسماء غريبة مثل فاتي فلور وعاشق الميلان، وهذا كثير وواضح ولا يحتاج إلى بيان.

وأشار إلى أن “هناك توجيه تربوي بليغ، بلغة رمزية قوية، يضع الشخصيات التي لا تتكلم بالعلم والحجة؛ شخصية مجهولة؛ وإن حملت اسما، لكنه غريب وعجيب، يبقى في كل الأحوال مجهولاً”، مضيفاً: “من الواجب على الذي يدخل في أي نقاش علمي أو تربوي؛ أن يظهر هويته الشخصية وكذا هويته العلمية وهويته التخصصية في الموضوع المطروح”.

وتابع التعليق المنسوب للمفتش: “حتى من الجانب الفني والتربوي يجمل بنا أن نفكر بذهنية واقعنا على علاته؛ كما هي. لكن بمنهج تربوي يعالج ولا يهدم، ولذلك اجتهدنا بجعل أصحاب الآراء المجهولة بشخصيات مجهولة. وكأننا نقول لأصحاب الرأي بدون دليل؛ لا أعرفك. وبالتالي لا أعرف حقيقة ما تدعي”.

واسترسل المعني: “قال سقراط كلمته المشهورة: تكلم حتى أراك… يعني؛ تكلم بحجة وبرهان لأعرفك، أما الهذيان فيتقنه حتى الأطفال. وأهل النحو عندنا لا يعتبرون الكلام كلاما حتى يكون مفيدا، كقول ابن مالك: كلامنا لفظ مفيد كاستقم… ولا تحصل الفائدة إلا من أهلها، أو ممن أخذ منهم”، وفقه.

وانتقد المفتش نشر الخبر بدون استحضار السياق البعد التربوي له، سيما وأن إعداد تطلب، حسبه، الليالي ذوات العدد، الأمر الذي يجعله هدفا لـ”سهام النقد والنقض والسب والشتم والاتهام والتجريح، كما هو واضح في هذه الواقعة من أناس لا علاقة لهم بالتربية ولا بالتعليم من جهة الصنعة والتخصص، وتحضر من خلالهم الشخصيات التي انتقدناها بطريقة رمزية فاتي فلور وعاشق الميلان”.

وأكد أن “هذا لا يعني أن العمل _ مهما بذل فيه أصحابه من الجهد _ لا يقبل النقاش، بالعكس تماماً، لأن الكمال لله وحده، لكن لابد لمن ينتقد أن يسأل الفاعل عن كل اختيار اختاره، لأن أفعال العقلاء منزهة عن العبث، كما يقول المثل، وكما قال المتنبي: وكم من غائب قولاً صحيحاً.. وافته من الفهم السقيم”.

Share
  • Link copied
المقال التالي