شارك المقال
  • تم النسخ

غياب خليفة محتملٍ لغالي يدفع الجزائر للتدخل بشكل مباشر لتسيير مخيمات تندوف

دفع غياب خليفة محتمل لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، المتواجد في مستشفى لوغرونيو الإسباني، الجزائر، إلى التدخل بشكل مباشر من أجل تسيير المخيمات، إلى غاية إيجاد شخصية موثوقة لتحل مكان “بن بطوش” الذي يستبعد العديد من المراقبين احتمال تمكنه من العودة إلى تندوف، بسبب متابعته من قبل القضاء في المملكة الإيبيرية.

وكشف منتدى “فورستاين”، أن الجزائر لم تستطع تمثيل دور اللامعني لوقت طويل، بعد استمرار الفوضى في المخيمات بسبب غياب غالي، وعدم وجود أشخاص موثوقين يساعدونه، مردفاً أنه “ظهرت لأول مرة وبشكل علني تحركات مكثفة بالخميات لعناصر جزائرية، واتصلت شخصيات أمنية مغمورة بعدد من المسؤولين الثانويين بالجبهة، لحثهم عل إتمام تسيير القطاعات التي يشتغلون بها”.

وأضاف المصدر أن مسؤولي الجبهة الذين تلقوا الاتصالات، بدأوا في التساؤل: “من هؤلاء المتصلين؟ ولماذا يتصلون؟ وماهي صفتهم؟”، مشيراً إلى أن الأخبار انتشرت بالمخيمات على مستوى الأطر، لتبدأ ما اعتبره “فورستاين” تساؤلات مشروعة: “هل هذا انقلاب؟ هل هو تحضير لإزالة القيادة الحالية؟”، دون أن يتمكن أحد من الإجابة، في ظل عدم خروج الجهة المتصلة، بأي توضيحات.

وأوضح أن الجزائر فشلت في لملمة الفوضى، بسبب تعويلها على العناصر التي تثق فيها من القيادة، دون أن تتوقع أنها “ستكون مضطرة للتعامل مع أطر أو عناصر عادية، لأنها لم تحسب أصلا غياب القيادة دون تحضير خليفة منذ وقت طويل، وهو أمر بديهي، ويستدعيلا تواصلا مباشراً مع القيادات البديلة، وتحضيرها بشكل جيد، وتكوينها بما يتناسب والمهمة السامية لموظفي الجبهة داخل النظام الجزائري”.

وتابع المنتدى أن مرض رئيس البوليساريو، أمر عادي، ويمكن حل المشاكل في غيابه، بالتواصل مع من تبقى من القيادة، لكن، يضيف المصدر، “أن يمرض غالبية القيادة، ومن بقي سالما ليس محل ثقة، وجبهة البوليساريو، تتخبط في الفوضى، والملفات المطروحة كبيرة ومهمة والظرفية حساسة (…) يستدعي رجالات محل ثقة الجزائر، لتواصل يومي غير علني، يتوافق وما تروج له”.

الوضعية الراعنة، جعلت النظام الجزائري، حسب المصدر نفسه، مضطراً لـ”التعامل مع شخصيات ثانوية، لم تكن مطروحة ولا مبرمجة، وحتى إن كان بعضها يحضر للمستقبل المتوسط، لكنه غير معني بتسيير المرحلة، وليس له من المقومات المسموحة”، مردفاً: “لكن الظرفية الخطيرة، والمرحلة الحساسة للجبهة (…) عجل ببحث مستعجل عن تواصل فوري لا يقبل التأجيل مع شخصيات مفترض فيها تدبير المرحلة”.

وتابع المنتدى بأن الجزائر انتظرت وقتاً طويلاً من أجل شفاء بعض القادة، قبل أن تضطر لـ”تطبيق الخطة البديلة والتواصل مع شخصيات جديدة، وهو ما وصل لعموم الناس، بسبب عدم تأطير تلك الشخصيات، وعدم فهمها واستيعابها لحساسية المرحلة، فكانت المصيبة التي كشفت عن سر من أسرار التسيير الجزائري للمخيمات منذ نشأة جبهة البوليساريو”.

ونبه المصدر إلى أن “التحرك الجزائري بالمخيمات، انطلق في بداياته بتحركات طبية لإجلاء المصابين من القيادة، وفرض تعتيم عل خبر إصابتهم وحالتهم الصحية، وأماكن تواجدهم، لكن توالي إصابة القيادات البارزة، فرض التنسيق مع شخصيات غير مؤهلة”، مسترسلاً أن فوضى التدبير، التي اتضحت معالمها مؤخرا بالمخيمات، دفعت الجزائر للظهور.

يشار إلى أن جبهة البوليساريو، تعاني من صراعات نارية داخلية على تولي قيادتها خلفاً لغالي، حيث يكثر عدد من مسؤوليها الظهور التلفزي والإذاعي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لمحاولة الإجابة على القضايا المطروحة، وهو ما اعتبر، من قبل متابعي شؤون “جماعة الرابوني”، محاولة منهم، لتقديم أنفسهم كبدلاء محتملين في حال وفاة “بن بطوش”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي