Share
  • Link copied

غياب أي ذكر لإسرائيل في اتهامات الجزائر الجديدة للمغرب بشن “حرب إعلامية” يؤكد تغير موقف “قصر المرادية” من تل أبيب

كان لافتا غياب أي ذكر لدولة إسرائيل، في ما يشبه “البيان” الذي نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، والذي اتهمت فيه المغرب ومعه فرنسا، بشن “حرب إعلامية متعددة الأوجه” ضدها.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، إن غرفاً مظلمة “تشن حرباً إعلامية متعددة الأوجه ضد الجزائر ومؤسساتها”، مضيفةً أن هذه الحرب، التي تتم بـ”استخدام تقنيات برامج الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق”، تدار “من قبل محور الشر المعادي للجزائر بميزانيات دول ومن عواصم عدة”.

وأضافت أن هذه “الغرف المظلمة”، تلجأ إلى “التأثير على محركات البحث والتلاعب بالخوارزميات والكلمات الدلالية من جهة واستحداث آلاف المواقع الإلكترونية بجيوش من الصحفيين انطلاقا من المغرب وفرنسا، ومن دول أخرى متخصصة فقط في متابعة الشأن الجزائري”.

وتابعت أن “عشرات غرف الأخبار على مستوى القنوات التلفزيونية والصحف الدولية في الخليج وأوروبا، تخضع لهيمنة اللوبي الإعلامي الفرنسي المتورط مع نظام المخزن المغربي في قضايا التضليل والابتزاز والرشاوي في الوسط الإعلامي مقابل خدمة الأجندات غير المعلنة، ونشر وبث خطاب معادي للجزائر”.

ولم تذكر وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، إسرائيل لا صراحة ولا تلميحاً، علماً أنها دأبت، إلى جانب مختلف مسؤولي “جمهورية المليون شهيد”، باستمرار، على الربط بين تل أبيب وبين المغرب، في سياق الحديث عن وجود “مؤامرة خارجية” تستهدفها.

واتهمت الجزائر، في غشت من سنة 2021، مجموعات “لها صلات بالمغرب وإسرائيل”، بإشعال حرائق الغابات، حيث قالت رئاسة الجمهورية، إن مسؤولية هذه الكارثة تقع على عاتق جماعتي “رشاد” و”الماك”، المدعومتان “من أطراف أجنبية وخاصة المغرب والكيان الصهيوني”.

وفي شهر نوفمبر من السنة نفسها، اتهم رئيس مجلس الأمة الجزائري، صلاح قوجيل، إسرائيل، باستهداف بلاده، من خلال زيارة وزير دفاعها بيني غانتس للمغرب، حيث وقع البلدان اتفاقا للتعاون الأمني، مؤكداً أن “الأعداء يتجندون أكثر فأكثر لعرقلة مسار الجزائر”.

وفي فبراير من سنة 2023، اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، إسرائيل والمغرب و”بعض مناطق أوروبا”، بتنفيذ هجوم سيبراني ضدها، مؤكدةً أن “التدابير والأنظمة التقنية للوكالة سمحت بصد هذه السلسلة من الهجمات الحادة، والحيلولة دون تمكنها من بلوغ قاعدة البيانات”.

وقالت مصادر جزائرية رسمية، في الـ 14 من دجنبر 2023، إن محورا مكونا من “إسرائيل، الإمارات والمغرب”، يعمل على “إطلاق حملة تستهدف كلا من دولتي مالي والنيجر للتسويق لفكرة أن الجزائر تمول ضرب استقرارهما”، معتبرةً أن البلدان الثلاثة، تشن حملة لـ”نشر الأخبار الكاذبة والدعاية المغرضة” لتوتير لعلاقاتها بدول الساحل.

ويؤكد هذا الأمر، حسب مراقبين، الموقف الجديد للجزائر من إسرائيل، والذي تبنته مباشرة بعد عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى، وهو ما صرّح به عبد المجيد تبون، في حواره مع جريدة “لوبينيون” الفرنسية، حيث أكد أن بلاده، ليس لها أي مشكل مع تل أبيب، وأن التطبيع معها ممكن.

وقال تبون في حواره مع الجريدة الفرنسية، إن الجزائر، ستكون على استعداد لـ”تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، في اليوم ذاته الذي تكون فيه دولة فلسطينية كاملة السيادة”، وهو الموقف الذي اعتبره مراقبون، رسالة مباشرة للرئيس الأمريكي الجديد، بأن “قصر المرادية” مستعد للتفاوض بخصوص تطبيع العلاقات.

ويرى مراقبون أن تجنب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، ذكر إسرائيل، في اتهاماتها الجديدة للمغرب، وهي التي اعتادت دائماً وضعها اسمها جنب المملكة في أي حديث عن وجود حرب إعلامية أو مخططات تستهدفها، يؤكد بما لا يدع مجالا للشكّ، وجود مفاوضات، على الأقل أولية، من أجل تطبيع العلاقات بين “جمهورية المليون شهيد”، وتل أبيب.

Share
  • Link copied
المقال التالي