شارك المقال
  • تم النسخ

غلاءُ أسعارِ الطَّماطِم يتحوّلُ لمادةٍ للسُّخرية بينَ المغاربةِ على مواقعِ التَّواصُل

في تطبيق حرفي للمثل الشعبي القائل “كثرة الهم كضحك”، لم يبق للمغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، من حل أمام الارتفاع الصاروخي لأسعار الطماطم، سوى تغيير البوصلة من السخط والانتقاد إلى الهزل والسخرية.

جاء هذا بعد أن عرفت “الماطيشة” في السوق المغربية، قفزات صاروخية وبشكل ملحوظ، تزامنا مع اقتراب شهر رمضان الأبرك، الذي لم يعد يفصل عن قدومه سوى أسابيع معدودة.

وقد فاقت هذا الأسعار 10 دراهم في بعض الأسواق المحلية والأسبوعية، في حين لم يكن يتجاوز ثمنها من قبل 5 دراهم للكيلوغرام الواحد،  الأمر الذي جعل البائع في موقف صعب قبل المُشتري نفسه.

منبر بناصا، عاين علاقة بالموضوع، كيف أن عددا من المغاربة، ومن خلال تدويناتهم وتعليقاتهم على مواقع التواصل، قد اتجهوا نحو السخرية من هذا الغلاء، بعد أن “ضاقت بهم السبل وتغلقت عليهم الأبواب”.

من بين تفاعلهم هذا، تدوينة كتبت فيها صاحبتها “وحتى من البيض ومطيشة أعباد الله، مابقاتش أكلة بسيطة وديال الدراوش، ولات حتى هي أكلة بورجوازية على حساب هاد الثمن ديال مطيشة”.

وثانية من آخر جاء فيها ” مطيشة را ولات بي 18 درهم واحد يبقى غير اشوف فيها ولا احطها ديكور، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.

هذه التدوينات الساخرة، وإن طغت على النقاش الافتراضي بين المغاربة، إلا أنها لم تُنه السخط العارم من المواطنين والمواطنات جراء هذا الغلاء، الذي يتناسب مع اقتراب شهر رمضان.

وفي هذا الصدد، كتب مغربي في تدوينة له ” مطيشة 10 دراهم .. هي أغلى من الموز في بلد يدعي أنه فلاحي و يزرع و يصدر الحوامض و البواكر و لديه مخطط قيل عنه أخضرا فتبين أنه يميلا أكثر إلى الاصفرار”.

وتابع فيها بـ” نحن شعب تتربع الطماطم على قمة هرمه الغذائي، و هي مكون أساسي لا غنى عنه في الأطباق المغربية، وخصوصا لدى الدراويش، والطماطم ليست مجرد خضرة فوق الطعام، هي رفيقة درب و صديقة دراسة، هي حاضرة بقوة في ورشات البناء”.

ولفت حديثا عن الطماطم إلى أنها ” سلاح الطلبة الذي يشهرونه في وجه الجوع داخل الأحياء الجامعية، عندما ينفخ الريح في حيوبهم ، بيضة واحدة و حبة طماطم تكفيهم لصناعة عشاء يطلقون عليه اسم BM”.

ليختم تدوينته بعدها بـ” والحقيقة أن هذا الاسم ينطبق الآن كثيرا على الطماطم بعد غلائها الفاحش و استحالة اقتنائها لدى الكثير من المغاربة، مثل السيارة الألمانية الخارقة BM، صحيح أن  التعبير يبدو ساخرا، لكنه يعبر عن حجم المرارة و المعاناة مع صعوبة العيش، فالشعوب المقهورة تميل أكثر نحو السخرية و الضحك ، الحاصول الله إخرج هاد الضحك بخير”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي