جسد زوال أمس الإنثين نشطاء حقوقيون وسياسيون وقفة احتجاجية بدعوة من فرع فاس سايس للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أمام مقر شركة “سيتي باص” بمدينة فاس، المفوض لها تدبير قطاع النقل الحضري، رددوا خلالها شعارات ضد الشركة المذكورة التي وصفوها في أحد الشعارات ب “البلطجة”.
وقال أسامة أوفريد، كاتب شبيبة حزب الاشتراكي الموحد بفاس، إن الوقفة جاءت من أجل التنديد ب “الاعتداءات اللفظية والجسدية” التي تطال مستعملي الحافلات على يد مراقبي الشركة، وآخر ضحاياها مصطفى أزلماط، الكاتب المحلي لفرع الاشتراكي الموحد بفاس، وكذا من أجل التنديد بالاختلالات التي يعرفها قطاع النقل الحضري بالإقليم.
وعن تفاصيل ذلك، أوضح أوفريد، في تصريحات لجريدة “بناصا”، أن أسطول شركة التدبير المفوض بات مهترئا، مسجلا عدم احترام سائقي الحافلات لأوقات الوقوف بين محطة وأخرى، بالإضافة إلى مشكل المستخدمين المطرودين الذين لم يتم انصافهم إلى الآن وعدم احترام الشركة لمجموعة من بنود دفتر التحملات، ومن بينها البند 18 الذي يلزم الشركة بتوفير الإنارة داخل الحافلات وتزويدها بنوافذ الإغاثة وتوفير ولوجيات خاصة للأشخاص في حالة إعاقة.
ولفت إلى أن مجموعة من الإطارات السياسية المحسوبة على اليسار بفاس خاضت “معركة كبيرة” لإزالة الحواجز الحديدية التي وضعتها الشركة في البوابتين الخلفية والأمامية للحافلات لتسهيل ولوج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الحافلات، معتبرا أن أهم مشكل تشتكي منه الساكنة هو مشكل العنف اللفظي والجسدي التي الذي يمارسه المواقبون ضد المواطنين والمواطنات بفاس.
وبرر الفاعل السياسي ذاته عدم لجوء مصطفى أزلماط للقضاء “بكون ما تعرض له ليس حالة معزولة وإنما سياسة تنهجها الشركة لتعنيف غير المتوفرين على تذكرة الحافلة عوض تطبيق المسطرة القانونية في حقهم والمتمثلة في استدعاء رجال الأمن”.
وفيما إذا كانت طريقة تعامل المراقبين مع مستعملي الحافلات يبررها واقع الفوضى والتسيب التي يحاول بعض “المجرمين” فرضه عليهم، قال أوفريد إن احتجاجهم على الشركة “لا يعني أننا ضد الواجب، وإنما نعتبر أن الواجب بعض المرات يسبق الحق”، داعيا مجلس المدنية والسلطة المحلية إلى إشراك جميع أطياف المجتمع المدني والسياسي، بما فيها تلك التي تصنف في خانة “المعارضة” للمساهمة في نشر الوعي المواطناتي الذي يسعى إلى ترسيخ ثقافة الحقوق والواجبات وسط المواطنين.
وللتخفيف من ظاهرة الإجرام بالمدينة، أشار أوفريد إلى بلاغ صدر عنهم مؤخرا كشفوا من خلاله عن رؤيتهم من أجل أن يتحقق ذلك والمتمثلة في “فتح دور الشباب والثقافة مع الإكثار منهما لزرع قيم حب الوطن والفكر والديمقراطية وتقبل الآخر في عقول الشباب وفتح ملاعب القرب التي يقصدها الشباب لتفجير طاقاتهم عوض تفجيرها في الإجرام وكذا تقليص نسبة البطالة من خلال خلق فرص الشغل”، معتبرا أن “العنف يولد العنف المضاد”.
تعليقات الزوار ( 0 )