شارك المقال
  • تم النسخ

“غباء” الجزائر يقرّبها من تفويت فرصة استغلال توتر العلاقات الفرنسية المغربية.. هل أضاع تبون “ركلة الجزاء”؟

يبدو أن الخطوات غير محسوبة العواقب التي تقوم بها الجزائر، تقرّبها شيئا فشيئا من تفويت فرصة استغلال توتر العلاقات بين فرنسا والمغرب، من أجل تعزيز تقاربها أكثر من باريس.

وفي أحدث الخطوات التي يصفها البعض بـ”الغبية”، يُخطط قصر المرادية، لشنّ حملة تشهير “عنيفة”، ضد برنار إيميه، السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر، والمدير الحالي للمخابرات الحارجية لباريس.

وحسب “مغرب إنتلجنس”، فإن الجزائر، تحمل إيميه، مسؤولية كل توتر يقع بينها وبين فرنسا، حيث تنظر إليه جميع مكونات النظام العسكري، على أنه “أصل كل العوائق، وأم المشاكل”.

ونقل الموقع الفرنسي، عن مصادر جزائرية، قولها، إن قادة قصر المرادية، لديهم “نفور عميق من المديرية العامة للأمن الخارجي وكبار مسؤوليها، إذ يعتقد قادة النظام الجزائري، أن المؤسسة تعمل على إبعاد الإيليزيه عن المرادية.

وأضاف أن قادة الجزائر، يرون أن التأثير القوي لبرنار إيميه، على ماكرون، وعلى كل المؤسسات الفرنسية، يمنع باريس من أن “تكون في أفق التوقعات التي ينتظرها النظام الحاكم في الجزائر”.

ويعتقد حكام الجزائر، حسب “مغرب إنتلجنس”، أن “مسؤولين سابقين وحاليين يعملون في الظل، لدفع ماكرون إلى عدم تطوير العلاقات بين فرنسا والبلد الإفريقي”.

وتابع المصدر، أن دعوة السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر، كزافيي درينكور، لتعليق الاتفاقية الخاصة بالمهاجرين الموقعة في 27 دجنبر 1968، يدخل في هذا السايق.

ووفق ما ورد في الموقع الفرنسي، فإن مسؤولي الجزائر، فسّروا الهجوم المتكرر لدرينكور، على أنه “إعلان جديد للحرب من قبل المديرية العامة للأمن الخارجي ضد السلطة الحاكمة في الجزائر”.

وتنظر الجزائر إلى درينكور، على أنه المتحدث الرسمي باسم قيادة المخابرات الخارجية الفرنسية وبعض الدوائر الأمنية أو الدبلوماسية في الدولة العميقة في فرنسا، والتي تعادي النظام الجزائري.

وردت الجزائر على هذا الأمر، من خلال الصحف الموالية لها، التي أعدت تقارير هاجمت فيها المديرية العامة للأمن الخارجي ورئيسها برنار إيميه، واعتبرت أن الأمر يتعلق بمؤامرة منسوجة من قبل المغرب، وفرنسا وإسرائيل.

تأتي هذه التطورات لتؤكد أن الجزائر، مستمرة في إهدار “الزمن الدبلوماسي”، وتضييع فرصة توتر العلاقات بين فرنسا والمغرب، من أجل دفع باريس، نحو التقرّب منها في عدد من القضايا منها نزاع الصحراء.

ورغم الأزمة بين البلدين، إلا أن فرنسا تواصل تأييد مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لحل نزاع الصحراء، وهو الأمر الذي ظلّ لعقود يُزعج الجزائر بشدّة، نظرا للعلاقات التاريخية التي تربطها بالبلد الأوروبي.

وحاولت الجزائر إقناع فرنسا، بالزجّ بقضية الصحراء المغربية، في أجندة الزيارة المرتقبة لعبد المجيد تبون، للقاء نظيره إيمانويل ماكرون، وهو الأمر الذي رُفض من قبل باريس.

وعلى الرغم من أن الأزمة بين المغرب وفرنسا مستمرة، إلا أن رفض باريس إدخال ملفّ الصحراء في زيارة تبون، يُعتبر، حسب مراقبين، إشارة واضحة إلى الرباط، من أجل طي صفحة الخلاف.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي