شارك المقال
  • تم النسخ

“عين ألمو”.. إفران الجهة الشرقية تعودُ لاستقطابِ الزّوّار بعد “ارتدائها البياضَ”

على بعدِ أقلّ من 30 كيلومتراً عن بركان، تقعُ منطقةٌ تتوشّح بالأبيض في كلّ شتاء، يسميها السكان بـ”إفران الجهة الشرقية”، وتُعرف بـ”عين ألمو”؛ مكان مختفٍ في أعالي جبالِ بني يزناسن، يقصدهُ الزّوّار من المدن المجاورة، حين تلمح عيونهم الثلوجَ من بعيدٍ، وتشعر أجسادهم بزمهريرها من قريبٍ، بحثاً عن قضاء وقتٍ وسط أجواءٍ لا يرونها دائما.

ارتدى ملابس صوفيةً دافئةً، وأتبعها بمعطف كبيرٍ، ثم لفّ وشاحه على الرقبة، وتوجهَ عادلُ، القاطن بمدينة زايو، مسرعاً صوب مكان التقاء أصدقائه، الذين اتفق معهم على التوجه صوبَ “عين ألمو”، بعد علمهم، بأن أشجارها قد ابيضت، وأرجاءها قد تزينت لاستقبال الزائرين، والترويح عن نفوس النّاظرين.

قرابةَ الساعة والأربعين دقيقةً، هي المدة التي قضاها عادلُ والأصدقاء، مروراً بأكليم ثم بركان، ووصلاً لأحفير، قبل أن يحولوا الوجهةَ إلى علوّ 1532 متر على سطح البحر، بقمم جبال بني يزناسن، لـ”عين ألمو”، البيضاء، التي توشحت أشجار الصنوبر والعرعار بها بالثلوج، مزينةً المكان، الذي توافد عليه العشرات من المدن المجاورة.

يقول عادلُ في تصريحٍ لجريدة “بناصا”، إن “المكان، يُعتبر المُتنفس الوحيد لسكان أقاليم بركان والناظور، من حيث إنه يقدم للزوار فرصة للاستمتاع بالثلوج، وقضاء وقت جيد وسطها”، نظرا لأن “تافوغالت أو زكزل، أو كوروغو، أو فزوان، أو غيرها من المنتزهات والمناطق التي يزورها أبناء الإقليمين خلال الشتاء والربيع، لا تتيح نفس المشهد”.

وأضاف المتحدث: “عين ألمو، هي إفران الجهة الشرقية، واللقب لم يطلق عليها عبثا، فحين تغطي الثلوج أشجار العرعار والصنوبر وإكليلُ الجبل، تجعلك تشعر وكأنك في سويسرا المغرب، لا شيء مختلفاً، باستثناء أن عروس جبال الأطلس، مؤهلة من حيث البنية التحتية، الشيء الذي يغيب بالكامل في عروس جبال بني يزناسن”.

شبّان يلعبون بكرات الثلجّ، وآخرون يصنعون تمثالا باستعماله، وفئة ثالثة تحاول تجفيف بعض فروع الأشجار اليابسة، من أجل إشعال النارٍ للتدفئة من البرد الشّديد الذي تعرفه المنطقة، وطهي “طاجين”، الغداء، وعلى الجانب الآخر من “البيست”، يتواجد مواطنون يضعون “الطون” في الخبز، ويعدّون إبريقَ شايٍ يرفع درجة حرارة الجسم، ويساعدُ على الصمود لأطول مدة ممكنة في “عين ألمو”.

وعكس من قصد المكان بالسيارات، فقد اختار مجموعةٌ من سكان بركان، التوجه إلى “عين ألمو”، سيراً على الأقدام، انطلاقاً، من عاصمة البرتقال، مروراً بورطاس، ومناطق بني وكلان، وكدفان، وخلاد، وصولاً إلى إفران الشرق، المتوشحةِ بالبياض. رحلةٌ متبعةً غير أن المنظرَ يستحق، على حد قول أحمد، واحدٍ من “السائرين”.

وبالرغم من الجمالِ الذي تمنحه الثلوجُ لعين ألمو، والمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها، من غطاء نباتيّ كثيفٍ، ومناظرَ عذراءَ تجذب الزوّار، إلا أنها، ما تزالُ، غائبةً عن أعين السلطات الإقليمية والجهوية، بالرغم من المطالب العديدة بتأهيلها، وجعلها “إفران الجهة الشرقية”، بمعنى الكلمة، وعلى رأس هذه الدعوات، إنشاء طريقٍ جيدة لها.

ولا تشكل عين ألمو، نقطة سياحية شتوية فقط، بل هي، حسب نشطاء من بركان، مكانٌ يمكن تأهيله، ليستقطب السياح من كافة مناطق الجهة الشرقية، خلال كافة الفصول، حتى الصيف، لأنه يتميز بالجوّ باردٍ وغطاء نباتي كثيف، يؤهله ليكون مثل إضافة نوعية للإقليم، إلى جانب تافوغالت وزكزل وفزوان والسعيدية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي