تحل الذكرى الثانية و العشرون لعيد العرش المجيد..وهي ذكرى اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين. تحل إذن والشعب المغربي يستحضر بأسمى مظاهر الفخر والاعتزاز، قوة ومتانة الالتحام المكين الذي ما فتىء يجمعه بالعرش العلوي المجيد، على امتداد جميع مراحل بناء صرح مملكة الرخاء والازدهار، و عبر أهم المنعطفات الحاسمة والمواقف الصعبة من تاريخ الأمة المغربية.
تأتي هذه الذكرى والمغرب لا يتردد لحظة واحدة في مواصلة السير إلى الأمام قصد بناء مستقبل أكثر إشراقا لأبنائه.
وبمناسبة هذا الحدث السعيد، تطيب العودة قليلا إلى الوراء لاستحضار جهود البلاد في مختلف المجالات الحيوية والميادين السياسية والاقتصادية.
لقد نجحت الديبلوماسية المغربية تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في تشكيل استراتيجية ناجحة من أجل التعامل مع قضية الصحراء المغربية، مما انعكس على المستويات الاستثمارية والقانونية، في وقت تآكل فيه الدعم الدولي لجبهة البوليساريو الانفصالية. كما يتجلى هذا النجاح أيضا من خلال افتتاح عدد من البلدان الأفريقية لقنصليات تابعة لها في أقاليمنا الجنوبية، ومرورا برصد بلادنا لاستثمارات تنموية هائلة، ووصولا إلى مدّ ترسيم الحدود البحرية المغربية لتتوج باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه مع تأسيس قنصلية لها في مدينة الداخلة.
وفيما يخص تدبير مرحلة فيروس كورونا، فإن انخراط المغاربة في المعركة ضد الوباء بمختلف شرائحهم و أطيافهم، وبروح عالية من الوطنية والتضحية مكّن المغرب من تفادي الأسوأ، ومن تبوئ مكانة متميزة بين عدد من بلدان العالم رغم تفوق بعضها اقتصاديا ومن حيث قوة بنياتها الصحية. ومازال يواصل المغرب تميزه في المعركة، بتنظيمه حملة تلقيح وطنية ضد كوفيد19 مميزة بكل مقومات النجاح، وهو ما اعترفت به منظمة الصحة العالمية ونوهت به.
وتحقيقا لهذه الغاية، فقد أمر صاحب الجلالة باعتماد مقاربة استباقية لمجابهة الوباء، وتعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية غير المسبوقة، التي اتخذتها القطاعات والمؤسسات المعنية، بهدف الحد من انتشاره، ومواجهة تداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية. كما وجه جلالة الملك السلطات المختصة للسهر على حسن تطبيق التدابير الناجعة المتخذة في مجال ضمان تزويد الأسواق عبر التراب الوطني، بجميع المواد الغذائية والاستهلاكية، وبمواد التطهير والتعقيم، بصفة منتظمة ومتواصلة، ومحاربة مختلف أشكال الاحتكار والزيادة في الأسعار. ولعل ما صنع أيضا الاستثناء المغربي في الاستجابة لتداعيات الجائحة، زخم التضامن الوطني الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة من خلال إعطاء تعليماته السامية للحكومة قصد الإحداث الفوري لصندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا، يخصص للتكفل بالفئات المعوزة، وبالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء في ما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بكل استعجال.
ولعل ما يثلج الصدر مؤخرا هو دخول المغرب بقوة على خط صناعة لقاح فيروس كورونا بما يجعله منصة رائدة في هذا المجال على مستوى إفريقيا والعالم. فقد سبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله أن شهد توقيع ثلاث اتفاقيات مع الصين لإنتاج 5 ملايين جرعة من لقاح “كوفيد-19” شهريا باستثمارات حجمها 500 مليون دولار قصد تعزيز الاكتفاء الذاتي والسيادة الصحية للمملكة.
إنها مملكة محمد السادس ماضية دون توقف نحو التقدم والازدهار تاركة وراءها أعداء ينبحون كلما مرت القافلة من أمامهم.
تعليقات الزوار ( 0 )