شارك المقال
  • تم النسخ

عن خرجة ماكرون.. إدريس جنداري لـ”بناصا”: مخاطبة المغاربة بشكل مباشر وقاحة وكأنهم جماعات رُحّل في الخلاء بدون مؤسسات تمثلهم

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالغضب بعد توجيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رسالة مصورة، في تطاول على “السيادة المغربية”، يزعم فيها مخاطبة الشعب المغربي، بعدما امتنعت الرباط عن قبول مساعدات عرضتها باريس إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب منطقة مراكش الأسبوع الماضي.

الدكتور إدريس جنداري، الأكاديمي المغربي والباحث في قضايا الفكر واللغة، قال في تصريح لجريدة “بناصا”، إن “خروج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بث مباشر، زاعما مخاطبة المغاربة، بشكل مباشر، هو خروج “وقح” وكأنهم جماعات رُحّل في الخلاء بدون مؤسسات تمثلهم”.

وشدد المتحدث ذاته، على أنه “في الحقيقة، لا يمكن اعتبار هذا الأمر بمثابة حدث عابر يمكن التغاضي عنه، بل يجب فضحه والكشف عن خلفياته الديبلوماسية والسياسية، حتى يدرك المغاربة حقيقة الكيان الفرنك-كولونيالي الذي يتعامل مع كل إفريقيا كامتداد له”.

ووأكد الأكاديمي المغربي وصاحب كتاب “من أجل مقاربة فكرية لإشكالات الربيع العربي-العروبة-الإسلام – الديمقراطية”، أن خرجة ماكرون، أولا، وقاحة ديبلوماسية تنسجم مع نهجه الكاريكاتوري الغريب في علاقاته الدولية، حيث يجلب لنفسه ولبلده العار أينما حل و ارتحل”.

ويرى المصدر ذاته، أن “النهج الذي يتبعه إيمانويل ماكرون، كان سببا مباشرا في إطلاق انتفاضة إفريقية شاملة على الحضور الفرنسي في الامتداد الفرنك-إفريقي”، رغم تعهده قبل أسابيع، بأن يبدأ البرلمان، اعتبارًا من هذا الخريف، بالبحث في استراتيجية فرنسا في أفريقيا وفي منطقة الساحل، حيث يثير الانتشار العسكري الفرنسي تنديد عدة دول آخرها النيجر”.

وأوضح، أن “خرجة ماكرون، ثانيا، غباء سياسي لا ندري من أشار عليه به ! خصوصا وأنه يحيط نفسه ببعض ديناصورات اليمين المتطرف، الذين يصورون له فرنسا على شكل إمبراطورية تنطلق من باريس ولا تتوقف عند حدود إفريقيا”.

وشدد إدريس جنداري، على أن “هذا الغباء السياسي يتضاعف أكثر في علاقته بالمغرب الذي مثل الاستثناء في عز الحركة الاستعمارية، ولم يخضع لاستعمار بل وقع عقد حماية مشروط، فما بالك بمغرب اليوم الذي قطع مع مغرب الأمس وأصبح قوة دولية لها وزنها الثقيل في ميزان العلاقات الدولية”.

واستدرك قائلا: “إذا كان ماكرون لا يعي بكل هذا فمصيبته أكبر، وعبر مراكمته للوقاحة والغباء، فإنه يمنحنا الشرعية للرد بالمثل، وإعلان ثورة شاملة في وجه الحضور الفرنسي المفروض عبر اتفاقيات إذعان وُقّعت تحت الوصاية الاستعمارية”.

ولتذكير ماكرون، يضيف الأكاديمي المغربي، “فلن تكون الثورة على شكل انقلابات عسكرية، كما عهد في باقي إفريقيا، بل ستكون ثورة الملك والشعب التي طردت آخر فلول الجيش الفرنسي، وستطرد آخر فلول شركات وبعثات التعليم الفرنسية”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي