طفت على سطح كرة القدم المغربية خلال مطلع السنة الجارية، أشكال عنصرية استهدفت لاعبين ومدربين وحكام، في مباريات جمعت النوادي المغربية، من قبل زملائهم أو من طرف الأطقم التقنية، مما تسبب في تأجيج الأوضاع داخل الملاعب، وإرغام جامعة الكرة وفرق وعصب على إصدار بلاغات تنديدية، و أخرى تتوعد ‘’العنصريين’’ بأشد العقوبات التي ينص عليها القانون المنظم للعبة.
عنصرية، بدأت بمنصات التواصل الاجتماعي، مع اللاعب الدولي السابق ومدرب مولودية وجدة المقال، عبد السلام وادو، الذي توصل برسائل عبر ‘’الفايسبوك’’ من طرف أشخاص محسوبين على جماهير الكرة بالمدينة، تتضمن عبارات وصور عنصرية شبهت مدرب مولودية وجدة السابق، بالقرد وسط فاكهة الموز، مما دفع (وادو) إلى نشر غسيل الرسائل عبر صفحته الرسمية بالفايسبوك، و التعليق على ذلك بـ ‘’إن العنصرية موجودة في بلدنا على الرغم من أن غالبية الشعب المغربي منفتح ومرحب، منذ قرون، وللأسف هناك من الناس من لا يحترمون الكرامة الإنسانية’’.وأضاف ‘’هذا السلوك لا يمثل بأي حال من الأحوال جماهير وجدة، وأنا أدين هذا الجهل باحترام كرامة الإنسان’’.
موجة عنصرية تصدت لها حملة مضادة، أطلقت من قبل فعاليات ونشطاء وحقوقيون، وجمهور النادي الوجدي ومحبيه، عبروا من خلالها عن تنديدهم بالسلوكات العنصرية التي وجهت ضد ما سموه بـ‘’الإنسان الخلوق والمتشبع بالقيم المغربية والكونية’’.
سلوكات عنصرية لم تقف بباب منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقلت من العالم الافتراضي إلى ملاعب كرة القدم، لتهاجم بشكل مباشر السنغالي ‘’موسى نداو’’ مدرب الجمعية السلوية، بملعب ‘’الأب جيكو’’ الذي دخل في مشادات كلامية مع أحد المحسوبين على الجمهور في مباراة جمعت جمعية سلا بالراسينغ البيضاوي، بسبب ما سماه ‘’مدرب سلا’’ بالعنصرية.
أزمة العنصرية ضد مدرب الجمعية السلوية، دفعت رئيس الجامعة الملكية المغربية الى تقديم اعتذار رسمي، يؤكد من خلاله على مساندته للمدرب بعد تعرضه لاعتداء عنصري، ومطالبته للأخير بالاستمرار في عمله كما بدأه بالمغرب، كما عبرت العديد من الأندية الوطنية عن رفضها للسلوكات العنصرية التي صدرت من أشخاص محسوبين على الجمهور، بنشر تدوينات على صفحاتها الرسمية.
حملة شارك فيها فريق الوداد البيضاوي، الذي أصدر بيانا استنكر من خلاله ‘’كل أشكال العنصرية المقيتة ويعبر عن مساندته لـموسى نداو، المهاجم والإطار السابق للوداد، في وجه أي تصرف عنصري قد تعرض له”. ومن جانبه ندد فريق الفتح الرباطي، بالفعل العنصري عن طريق نشر تدوينة على حسابه الرسمي، جاء فيها:” لا للعنصرية، لا مهانياش”. كما عبر النادي القنيطري عن انزعاجه مما تعرض له مدرب جمعية سلا حيث كتب على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”:” النادي الرياضي القنيطري يستنكر كل أشكال العنصرية والتمييز العنصري خصوصا بملاعبنا الرياضية التي وجب أن تكون مكانا للتسامح والاحترام.. لا للعنصرية ولا للكراهية.. نعم للروح الرياضية’’.
استهداف عنصري تجاوز لاعبي ومدربي الكرة، وانتقلت الى ‘’حكام المباريات’’ وهذه المرة ليس من الجمهور، بل من أحد الأشخاص المدعمين لفريق يوسوفية برشيد، الذي واجه الحكم رضوان جيد بألفاظ ‘’عنصرية’’، بعد وصفه بـ’’شلح’’ بعد نهاية المباراة، التي جمعت فريق يوسفية برشيد ونهضة بركان.
ضجة كبيرة تلك التي خلفتها كلمات ‘’البرلماني’’ العنصرية، في وجه المدرب رضوان جيد، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من المدونين بأقصى العقوبات في حق الشخص، بعد نطقه بألفاظ عنصرية تجاوزها التاريخ، ومن جانبه قال المدرب في تصريحات متفرقة أن البرلماني ‘’ لم يكتف بالصراخ من المدرجات، بل نزل إلى أرضية الملعب واقترب منه ليوجه له كلامات وإهانات، لم يكن ليصبر عليها’’ وأضاف ‘’ أنه يتحفظ على ذكر الألفاظ العنصرية، وأنه سيرفع تقرير مفصلا الى مديرية التحكيم تضم حيثيات الواقعة’’.
تعليقات الزوار ( 0 )